جاء في “المركزية”:
بعد ان ارتفعت حظوظ التوصل الى اتفاق نووي في فيينا، يُعيد إحياءَ التفاهم المبرم عام 2015 بين ايران والدول الكبرى، عادت وهبطت هذه الأسهم الايجابية بشدة في الايام والساعات الماضية، الى ان اعلن الاتحاد الاوروبي اليوم “توقّف المحادثات”، وقد تقلّصت فرص الخرق، متأثّرة اولا بمطالب موسكو وشروطها، وثانيا بالغزو الروسي لاوكرانيا، الذي دفع ايران الى رفع سقوفها من جديد، وشغل الاوروبيين والاميركيين، بالمعركة الحاصلة في القارة العجوز وعلى تخومها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
قبل هذا التعليق المُعلن عنه اوروبيا، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان امس، أن آمال إحياء الاتفاق النووي مع النظام الإيراني تتضاءل. وطالبت ترويكا الاتحاد الأوروبي جميع أطراف التفاوض بشأن الاتفاق الإيراني بالتحلي بنهج مسؤول والتوصل إلى القرارات اللازمة لإبرام اتفاق.
بدوره، أفاد تقرير نشره موقع “POLITICO.EU” مساءً، نقلاً عن مصادر ديبلوماسية، بأن المحادثات النووية الإيرانية “على شفا الانهيار” بسبب المطالب الروسية بإعفاء موسكو من أي عقوبات غربية مستقبلية على تعاملاتها مع إيران. وقال ديبلوماسيان للموقع إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بشأن الطلبات الروسية، ما يهدد إحياء اتفاق العام 2015. وتطلب روسيا، وفق التقرير، أن تتضمن أي عودة إلى الاتفاق ضمانات بإعفاء أي تعاون روسي مستقبلي مع إيران من عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأوضح ديبلوماسيون أن مفاوضي الدول الغربية “لا يمكنهم إيجاد طريقة لتلبية هذه المطالب”، ولذا يرجّح أن تتوقف المحادثات للسماح بإجراء “مسار تفاوض ثنائي روسي إيراني”. وقال مسؤول “غربي كبير” للموقع، إن “المطالب الروسية مستحيلة لأن المفاوضات في فيينا تدور حول العودة للامتثال باتفاق 2015، وليس بشأن فرض عقوبات على موسكو”.
وكان كبير المفاوضين الروس في فيينا، ميخائيل أوليانوف، قدّم الثلثاء، مطالب بلاده إلى منسق المحادثات إنريكي مورا.
هذه المعطيات تؤكد، وفق المصادر، ان العقبة الروسية هي الاكبر امام تحقيق اي تقدّم في فيينا، وأن المحادثات ستعلّق أقلّه الى ان ينجلي غبار المعارك في اوكرانيا والواقع الميداني والسياسي الجديد الذي ستنتهي اليه.
لكن على اي حال، المفاوضات، قبل الضربة القاضية الروسيّة، لم تكن تسير بسهولة نحو اتفاق جديد، فالشروط المتبادلة بين طرفيها، الايراني والاميركي، لا تزال على حالها، لا بل ان سقوفها آخذة في الارتفاع.
في السياق، تحدثت طهران امس عن تقديم واشنطن “طلبات جديدة” خلال مباحثات فيينا متهمة إياها بـ”تعقيد” إنجاز التفاهم. واذ سجّل مساء الخميس، اتصال بين وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان ونظيره الأوروبي جوزيب بوريل، نقل بيان للخارجية الإيرانية عن أمير عبداللهيان قوله “لا يوجد أي تبرير منطقي لبعض من الطلبات الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة”. اما المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي فشدد على أن طهران لن تساوم على عناصر “القدرة الوطنية”، بما يشمل التقدم النووي والنفوذ الإقليمي والدفاع.
يمكن القول اذا، ان جولة فيينا انتهت كما بدأت، تختم المصادر.