أعلنت النائبة رولا الطبش جارودي، اليوم الجمعة، التزامها “قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي”، وعزوفها عن “الترشح للانتخابات”، مؤكدة أنها ستبقى “مع الناس وبينهم سأكمل الطريق دفاعا عن بيروت وخيارات البيارتة بوجه محاولي تغيير هوية العاصمة واللاهثين على الكراسي من دون اي خدمة لبيروت واهلها في مجلس النواب”.
وقالت الطبش في مؤتمر صحافي في مكتبها في وسط بيروت: “للأسف وصلنا، لا بل أوصلونا الى حقيقة سوداء، وهي أن بلدنا لبنان ما عاد يشبه نفسه، ما عاد يشبه صورته في قلوبنا وعقولنا، ما عاد يشبه أحلامنا وأولادنا. للأسف وصلنا الى قناعة بائسة، الى اليأس من إمكان التغيير، من إمكان التفكير بالأحسن لهذا البلد الصغير بمساحته الكبير بأهله. وصلنا الى الكفر بطقوس الديموقراطية، بالانتخاب وتداول السلطة والبرلمان”.
واضافت: “أردنا صوت الناخب سلاحا يرسم خارطة السياسة. لكنهم كتموا بسلاحهم أصوات الجميع. أردنا وطنا يشبهنا، في متناول أحلامنا، يتماثل مع تاريخنا، يمتد على جغرافيا الحياة، رسم معالمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إعمارا وازدهارا… فاغتالوه في 14 شباط 2005، وما زالوا ينتقمون منه ومن عروسة البحر ورفيقة الصنوبر بيروت، بيروتنا، المرفأ والملجأ، الغيمة والشمس، الوردة ورائحة الرغيف، العنفوان والاصالة. بيروت الغنية بالمثقفين والكفايات والمشرعين والسيدات الناجحات والرجال اصحاب النخوة.. والشباب الواعي… أردنا وطنا، سيدا حرا مستقلا، هتف به ثوار 14 آذار. أردنا لبنان أولا ودفعنا دماء غالية في سبيل ذلك. لكنهم باعوه في أسواق الفتنة وجعلوه “صندوق بريد” لرسائل الفرس ضد العرب. أردنا وطنا ملعبا وحديقة لأطفالنا، فأوصلنا تفاهم شهوة السلطة وفائض القوة الى جهنم. بلد المستشفى والمكتبة والمدرسة والجامعة صار في هذا العهد المشؤوم، مريضا بلا دواء وتلميذا بلا كتاب”.
وتابعت الطبش: “ولأن السياسة في عهد جهنم واستكبار “حزب الله” هي الإنتقام من لبنان، من كل ما هو جميل في لبنان، من الإعتدال والوسطية والعروبة، من الحريرية السلمية المدنية وحريرية الاقتصاد المزدهر والمشاريع والانماء والتعليم… ولأن الديموقراطية والانتخابات صارت واجهة لديكتاتورية “دويلة السلاح”… ولأن أصواتنا صارت صدى خافتا جدا وسط قرقعة مشاريع الحروب الأهلية التي ورطنا فيها “حزب الله”، هنا في لبنان العربي وفي دول عربية شقيقة.. ولأن الحقد على بيروت وتعطيشها والتعتيم عليها، أكبر من أصواتنا العاقلة الهادئة التي باتت تضيع سدى أمام أطماع هذا العهد المشؤوم… ولأن الطائف يبقى بوصلتنا والاعتدال مقامنا والعروبة قلبنا… ولأن سعد رفيق الحريري يمثلني في خياراته وقراءاته السياسية… أعلن التزامي عدم خوض الانتخابات النيابية… ويكفيني لقب “البيروتية، لأعود الى أهلي، أبناء بيروت، أشاركهم أفراحهم وأسعى بكل ما أوتيت من قوة وأمكانيات الى التخفيف من همومهم وأوجاعهم كما فعلت دائما، ولربما كان التحرر من الكرسي وواجباته يساعدني أكثر على ملاقاة الناس”.
وختمت: “الوعد بأن نعود الى الجذور واعطاء الناس اولوية. هذا وعد سعد الحريري وأنا ألتزمه . مع الناس وبينهم سأكمل الطريق دفاعا عن بيروت وخيارات البيارتة بوجه محاولي تغيير هوية العاصمة، بوجه اللاهثين الى الكراسي من دون اي خدمة لبيروت واهلها في مجلس النواب، وبوجه المتسابقين الى فتات من الكراسي والمناصب فقط للحصول على لقب السعادة، أشكر اهلي في بيروت على 4 سنوات كنت فيها صوتهم واشكر عائلتي الصغيرة والكبيرة على دعمهم المتواصل لي. 4 سنين ونكمل… ومن اليوم هي بداية جديدة”.