Site icon IMLebanon

الاستقالات تعرّي أزمات “التيار” قبل الانتخابات

جاء في “العرب” اللندنية:

قالت دوائر سياسية لبنانية إن استقالة النائب حكمت ديب أحد أقدم المناضلين في التيار الوطني الحرّ تفتح الأبواب أمام استقالات أخرى مرتقبة، ما يعرّي أزمة التيار العوني قبل الانتخابات النيابية اللبنانية المزمع عقدها في الخامس عشر من أيار القادم.

واعتبرت الدوائر السياسية أن استقالة ديب لن تكون معزولة بل ستتبعها استقالات أخرى وجاءت لتضيء على أزمة إدارة داخل التيار الوطني الحر، التي يعتريها الارتباك قبل شهرين على انتخابات نيابية حاسمة.

وتكمن الأزمة حسب هؤلاء في الترشيحات الانتخابية التي ما زال التيار لم يحسمها إلى حدّ الآن في ظل خلافات بين قياداته المحلية، في الوقت الذي حسم فيه حلفاؤه الاستراتيجيون حزب الله وحركة أمل قوائم ترشيحاتهم وانطلقوا في حملاتهم الانتخابية.

ويشير هؤلاء إلى منحى يتصاعد في التيار، بتغليب المموّلين على المناضلين في الترشيحات الانتخابية، ولو أنّ هناك من يرى أنّ تعقيدات القانون الانتخابي هي التي تفرض بعض التكتيكات، وخصوصا لجهة تركيز الأصوات التفضيلية على مترشحين محدّدين.

وتأتي استقالة ديب على خلفية استبعاده من خوض الانتخابات النيابية اللبنانية وتفضيل ممول للحزب عليه، ما يعكس ما ذهبت إليه أوساط سياسية حين أكدت أن شعبية التيار الحر تراجعت كثيرا داخل بيئته المسيحية عما كانت عليه في الانتخابات الفارطة لصالح حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.

ويؤكد مراقبون أنّ التيار الوطني الحر ليس في أفضل أحواله الانتخابيّة، وهو ما يعزوه البعض إلى واقع “العهد” ككلّ، الذي كان يؤمَل منه أفضل ممّا كان، وهو ما أصاب العونيّين قبل غيرهم بالإحباط والخيبة.

وتشارف ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون، مؤسس التيار الوطني الحر، على النهاية دون أي إنجاز يذكر، فيما تحوم حول صهره رئيس التيار جبران باسيل تهم بالفساد ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات عليه.

ويحمل الناخبون المسيحيون العهد جزءا من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في البلاد، بسبب خارطة تحالفاته التي أضرت بقاعدته الشعبية ودفعت الكثير منهم إلى البحث عن خيارات بديلة لدى خصمه الانتخابي التقليدي حزب القوات اللبنانية.

ويدرك التيار الوطني الحرّ منذ فترة تراجع شعبيته وعدم قدرته على المحافظة على مقاعده النيابية في الانتخابات القادمة. وانطلاقا من هذا المعطى يقود الحزب مساعي لتأجيل الانتخابات القادمة، ما يسمح له بإعادة ترتيب أوراقه وتحالفاته.

ويقول خصوم التيار إنّ الأخير لا يجد مصلحة على الإطلاق في خوض الانتخابات النيابية في الظروف الحالية، بل إنّه يعمل بكلّ ما أوتي من قوة لتأجيل الاستحقاق إلى موعد لاحق، ولاسيما أنّ امتداده الشعبيّ متراجع، بحسب ما ترجّح الكثير من الدراسات واستطلاعات الرأي، ربطا بالأزمات التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة والتي حُمّل التيار مسؤولية أساسيّة على خطّها.

ووجد التيار الوطني الحر في إثارة ملف الميغاسنتر (مراكز تسمح لتصويت الناخبين في أماكن سكنهم وتجنبهم التنقل) ورقة لتأجيل الانتخابات المحلية، لكن مساعيه باءت بالفشل بعد رفض مجلس الوزراء للمقترح.

وحاول باسيل التصعيد في ملف الميغاسنتر بعد أن قال إن حزبه لن يقبل باعتماد الميغاسنتر، في إشارة ربما ضمنية إلى مقاطعة الانتخابات.

وقالت وزارة الداخلية اللبنانية إنه من غير الممكن لوجستيا وقانونيا اعتماد الميغاسنتر قبل شهرين على انطلاق الانتخابات النيابية.