كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 11 آذار 2022 عن اعلان زعماء الاتحاد الأوروبي نيتهم إعادة التسلُّح جماعياً، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء والطاقة والمعدات العسكرية بموجب “إعلان فرساي”، الذي وصف الهجوم الروسي بأنه “تحوُّل جذري في التاريخ الأوروبي”.
حيث قال رؤساء الدول والحكومات الـ27، خلال القمة التي عُقِدَت في القصر الملكي السابق بمدينة “فرساي” الفرنسية يوم الجمعة 11 آذار2022، إنّ الهجوم على أوكرانيا أبرز حاجة الاتحاد الأوروبي الملحة لتحمل مسؤولية أمنه، وتخليص نفسه من الاعتماد على الآخرين.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن “معاهدة 1919 قسّمت أوروبا من قبل، لكن زعماء اليوم يتحدون”، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم داخل “معرض المعارك” بالقصر، الذي يستعرض إنجازات فرنسا العسكرية بالرسومات والمنحوتات. كما وصف الهجوم الروسي بأنها “نقطة تحوُّلٍ مأساوية”.
ماكرون أضاف: “نرى جميعاً كيف أنّ مجالات الغذاء، والطاقة، والدفاع تُمثّل مشكلات مرتبطة بالسيادة. ونريد أن نصبح منفتحين على العالم، ولكننا نريد اختيار شركائنا وعدم الاعتماد على أحد. ويرتبط إعلان فرساي بحقيقة أنّ الجميع يرون في سيادة أوروبا شأناً بالغ الأهمية، بعد أن ظنها البعض شعاراً أو مجرد خيالٍ فرنسي”.
كما دافع ماكرون عن قرار رفض منح أوكرانيا عضويةً سريعة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي انتقده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. إذ قال ماكرون عن طلب العضوية المقدمة من الدولة المنكوبة بالحرب: “الإجابة هي لا”.
إلا أن الرئيس الفرنسي أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يسخِّر كل قواه الاقتصادية لمساعدة الحكومة الأوكرانية وأنّ “طريق أوروبا” لا يزال مفتوحاً.
بدوره، وصف رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، “إعلان فرساي” بأنه “استهلالٌ” للدفاع الأوروبي.
فيما اتفق الزعماء الأوروبيون على “الاستثمار أكثر وتحسين القدرات الدفاعية والتقنيات المبتكرة”، من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي بشكلٍ كبير وتعميق التعاون والتنسيق فيما يتعلق بالقوات المسلحة والمشتريات.
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، ربما تنفق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ثلاثة أضعاف ما تنفقه روسيا في ميزانيتها الدفاعية، لكن الاتحاد الأوروبي يُعاني من بعض الروابط المُقيِّدة والعديد من التداخلات فيما يتعلق بالقدرات الدفاعية.
كذلك جرى تكليف المفوضية الأوروبية بمهمةٍ جديدة، وهي العثور على نقاط الضعف في الدفاع الأوروبي وتقديم المشورة فيما يتعلق بالاستثمارات.
في حين لفت ماكرون إلى أن “خير دليلٍ على خطورة اللحظة يتجلى في قرار المستشار الألماني أولاف شولتز بتخصيص 109 مليارات دولار للدفاع، وقرار الدنمارك بإجراء استفتاءٍ حول عودتها للمشاركة في آليات الأمن الأوروبية. كما سيُضاعف الاتحاد الأوروبي تمويله للمعدات العسكرية المخصصة لأوكرانيا إلى 1.09 مليار دولار”.
واستطرد ماكرون قائلاً: “قررت ألمانيا قبل 10 أيام تقريباً إجراء استثماراتٍ تاريخية، بينما اتخذت الدنمارك قراراً تاريخياً بسؤال شعبها إن كان يريد العودة لمشروع الدفاع والأمن الأوروبي. وأينما نظرت ستجد قرارات تاريخية يجري اتخاذها”.
كما شدّد على أنه “لا بد لدول الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على الوتيرة التي يمكن أن يستغني بها الاتحاد نفسه عن الوقود الأحفوري الروسي”.
من المقرر أن يتحدث ماكرون وشولتز إلى فلاديمير بوتين في لقاءٍ وصفه الرئيس الفرنسي بأنه سيكون “حواراً كثير المطالب”، مع تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوباتٍ أشد في حال تحرك الرئيس الروسي باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف.