جاء في “العرب” اللندنية:
استقبل مغردون سعوديون خبر تعيين زياد مكاري وزيرا للإعلام في لبنان بهاشتاغ #زياد_مكاري_يسيء_للسعودية، إذ تبين أن حساب الوزير الجديد على تويتر حافل بتغريدات مسيئة للسعودية.
ونشرت وزارة الإعلام اللبنانية قرار تعيين مكاري والذي جاء نصه “صدر المرسوم رقم 8919 بتاريخ العاشر من مارس 2022 القاضي بتعيين زياد مكاري وزيرا للإعلام، ووقعه كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي”.
وعين مكاري خلفا للوزير المستقيل جورج قرداحي، الذي تسببت تصريحاته حول حرب اليمن بأزمة حادة مع السعودية وامتدت إلى دول خليجية أخرى.
ونقلت الوزارة على لسان مكاري قوله “إننا في أسوأ مرحلة، وعلينا العمل على أساس أن هناك انتخابات نيابية، وفي حال لم تحصل فواجباتنا الاستمرار بمهمتنا”، موضحا أن “المؤشرات التي توحي بعدم إجراء الانتخابات كثيرة، وليس تعييني وزيرا للإعلام هو المؤشر الوحيد لذلك، مع أننا نتمنى أن تحصل في موعدها”.
ولم يصرح مكاري حتى الآن حول حسابه المزعوم على تويتر أو ملكيته له. وتداول مغردون خليجيون، وخاصة السعوديين، على مواقع التواصل الاجتماعي صور تغريدات لمكاري كتبها أعوام 2017 و2018 و2021، يعبر فيها عن وجهة نظره تجاه السعودية والأطراف الداخلية المناصرة لها، ليتصدر اسم الوزير الترند على تويتر في السعودية الجمعة.
وعُرف مكاري وهو ابن عائلة سياسية، وحليف سياسي لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بمواقفه المعارضة لعهد الرئيس ميشال عون، وتغريداته التي غازل فيها انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول 2019، ووجّه سهامه فيها إلى قوى السلطة السياسية، إضافة إلى تصريحات أخرى يعتبر فيها أنه “من المثير للشفقة اتهام حزب الله وإيران في كل شاردة وواردة”، وينتقد فيها تصنيف الحزب منظمة إرهابية.
وأدان مكاري في تغريدة مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي. حيث سبق وأن أكد على أنها “أغبى جريمة في تاريخ البشرية”.
وخلال تضامنه مع الإعلامي اللبناني هشام حداد في أزمته مع السعودية عقب تداول فيديو له ينتقد قتل خاشقجي، وسخر مكاري من القضاء السعودي والسعودية قائلا “كي لا ينسى القضاء: نحن لسنا في السعودية، نحن في لبنان”. وكتب في تغريدة أخرى منتقدا سلطات بلاده: ما هذه السلطة التي لم تتحرك لمكافحة التهريب حماية لمواطنيها، وهي الآن تجتهد لمكافحته فقط لاسترضاء المملكة السعودية؟
وفي تغريدة له علق مكاري على صفقات التسليح التي وقعتها السعودية مع الولايات المتحدة الأميركية خلال القمة التي عقدتها في أول زيارة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للمملكة، قائلا “السلاح الحديث لا يشتري السلام”.
واعتبر مغردون سعوديون أن تعيين مكاري دليل واضح على أن السلطات اللبنانية تتحدى بلادهم. وقال مغرد: ما أخس من جورج قرداحي إلا زياد مكاري إذا كانت هذه عقلية مسؤولين لبنانيين تجاه السعودية، فكيف بعقلية بقية البنانيين تجاهنا.
وقال الكاتب عبدالله البندر: الحكومة اللبنانية تعيّن زياد مكاري وزيرا للإعلام رغم تاريخه المسيء للمملكة ودول الخليج، وهذا أمر لا يعطي أي إشارة للجدية في تحسين العلاقة مع المملكة بحسب ما يدعون، بل هو استمرار في الإساءة خصوصا في تعيين شخصية تنحاز بشكل مفضوح للأجندة الإيرانية المعادية للمملكة.
واعتبر المستشار الأمني محمد الهدلة: كان الله بعون لبنان من هذه الحكومة الأشبه بالعصابة التي تدير أموره في اتجاه اختطافه من عمقه العربي إلى التبعية الإيرانية، شخصيا لم أستغرب اختيار مكاري لهذه الحقيبة الوزارية فمؤهلات أي مرشح للحكومة الحالية في لبنان ليس الأجدر بل الأكثر حقدا على السعودية.
وقال المحامي السعودي عبدالرحمن اللاحم: ويثبت المغردون السعوديون في كل مرة -سواء عبر تحركات عفوية أو من خلال تحركات مدروسة ورسمية- أنهم الرقم الصعب في صدّ كل الانتقادات التي تستهدف بلادهم بعدما حوّلوا تصريحات قرداحي إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين.
ويتساءل معلقون إن كان ما حصل مع قرداحي، سيتكرر مع مكاري لتكبر كرة الثلج الإلكترونية وتصل إلى قنوات التواصل الدبلوماسية الخليجية.
يذكر أنه في سياق آخر، تساءل إعلاميون لبنانيون عن علاقة وزير الإعلام الجديد بالإعلام فالرجل القادم من عالم الهندسة، لم يرد في سيرته الذاتية ما يبرر تعيينه وزيرا للإعلام.