كتب المحرر السياسي في IMLebanon:
ضاع رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في أي وحول يغرق: هل يغرق في مستنقع الانتخابات النيابية أم في مستنقع الانتخابات الرئاسية؟
هذا السؤال فرض نفسه على مصادر سياسية متابعة اعتبرت أن فرنجية، وانطلاقاً من حساباته بأن الانتخابات الرئاسية في لبنان لن تحصل في المدى المنظور فضّل أن يعمد إلى إحراق مراكبه الرئاسية مع المجتمع العربي، وحصر كل اهتمامه على مستويين اثنين:
ـ أولاً المعركة تحديداً في “كرم التين” في زغرتا في محاولة لجذب أصوات من عائلة المكاري، وذلك بعد تسجيل تقدّم كبير ومريح للنائب السابق والمرشح الحالي جواد بولس ليس فقط على صعيد عائلته إنما على صعيد قضاء زغرتا ككل، فعمد فرنجية إلى توزير زياد المكاري في محاولة لإحداث خرق في العائلة لوقف تمدد جواد بولس. وبالتالي فإن الحسابات الزغرتاوية الضيقة لفرنجية دفعته إلى إعطاء الأولوية لمعركته الزغرتاوية ولو تسبب ذلك بضرر شامل لعلاقاته العربية التي كانت لا تزال قائمة ولو بحدّها الأدنى بعد فضيحة وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، فجاء توزير المكاري ليجهز على هذه العلاقات بفعل المواقف المسيئة والمتمادية لمكاري عربياً كما داخلياً. وهذا يؤكد أن فرنجية يعاني انتخابياً وضعاً غير مريح على الإطلاق في دائرة الشمال الثالثة ككل وفي قضاء زغرتا خصوصاً.
ـ ثانياً وعلى مستوى معركة الانتخابات الرئاسية فإن فرنجية بتوزير المكاري يراهن على أن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور، وذلك في ظل اشتعال المواجهات الدولية وسقوط الرهان على اتفاق نووي جديد في فيينا، ما انعكس أيضاً على قطع “حزب الله” الطريق أمام مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوباً رغم كل التنازلات التي كان قدّمها رئيس الجمهورية وفريقه بغطاء ضمني واضح من الحزب، وذلك بعد تغيّر المعطيات الدولية ورفض روسيا السماح لإيران بتقديم أي أوراق تريح الأميركيين من فيينا إلى جنوب لبنان. وبالتالي فضّل فرنجية مرحلياً تعزيز أوراقه الحكومية لاقتناعه بأن هذه الحكومة ستعمّر طويلاً في ظل فراغ رئاسي مطوّل كما بات متوقعاً، فعمد إلى اختيار المكاري لتعزيز أوراقه في المعركة النيابية وتحصين وضعه في حكومة انتقالية طويلة، على قاعدة أن “الله يخلق ما لا تعلمون” من اليوم وحتى تحين ساعة الانتخابات الرئاسية، في حين تؤكد مصادر دبلوماسية عربية تعليقاً على توزير المكاري ان فرنجية بذلك أحرق كل أوراقه الرئاسية عربياً بشكل نهائي وليس مرحلياً فقط!