على مسافة شهرين من الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل، يبدو أن كل القوى المرشحة من دون استثناء تعتمد الأسلوب نفسه مع اللبنانيين: إغراءات بواسطة بونات المازوت وبعض الخدمات والتقديمات. الأكثرية الساحقة اعتمدت على استغلال وجع اللبنانيين لتقديم “رشوة انتخابية” عبر المازوت المؤمن بسهولة للقوى السياسية المختلفة، تقليدية ومعارضة وثورة، في حين أنه مقطوع لعموم اللبنانيين الذين لا يجدون تنكة المازوت بثمنها، وكأن المطلوب التآمر على اللبنانيين بأن لا يتمكنوا من الحصول على أبسط المواد الأساسية إلا عبر المرور بالأطراف المرشحة على اختلافها.
الأمر ينطبق أيضاً على مبدأ “المساعدات” بكل أنواعها، بحيث ينصرف المرشحون واللوائح، سواء بشكل مباشر أو تحت ستار أسماء جمعيات، على تقديم كل أنواع المساعدات للناخبين عشية الانتخابات من مساعدات عينية غذائية غلى تسديد الأقساط المدرسية والجامعية وصولاً إلى المساهمة في تسديد فروقات فواتير المستشفيات وغيرها، وكله تحت شعار الوقوف إلى جانب اللبنانيين.
فبربّكم، وبهذا المنطق، من يحقّ له أن يعيّر من؟ وعن أي ديمقراطية وتغيير يتحدثون طالما أنه في النهاية تبقى الشعارات بميل وخوض الانتخابات “عاللبناني” بميل آخر؟