كتبت إكرام صعب في “سكاي نيوز”:
بينما يعاني لبنانيو الداخل أوضاعا صعبة في ظل أزمة اقتصادية خانقة، تمتد المعاناة إلى طلاب هذا البلد الذين قرروا استكمال تعليمهم في الخارج، لا سيما في الولايات المتحدة.
ولهذا السبب، أضافت مؤسسات منها “تكريم USA” لنشاطها في الولايات المتحدة، مهمة دعم الطلاب اللبنانيين الذين تعثرت أوضاعهم، وباتوا مهددين بخسارة مسيرتهم الأكاديمية.
ويقول الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم صاحب المبادرة، في موقعها على الإنترنت، إنه يهدف من تأسيسها إلى تصحيح صورة العرب لدى الغرب، وتسليط الضوء على نجاحاتهم خارج حدود الوطن، فضلا عن تنوير الشباب العربي واحتضان إبداعاته وإنجازاته.
لكن مؤخرا نجحت المبادرة الإنسانية اللافتة أيضا في أن تجمع نخبة من المتفوقين من أصول عربية في الولايات المتحدة، في مناسبة تكريمية لافتة عاد ريعها لتأمين أقساط الطلاب اللبنانيين الذين يتلقون تعليمهم هناك ولم يتمكن أهلهم من تحويل أقساطهم الجامعية من لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية والتراجع الكبير لليرة أمام الدولار.
المبادرة أقيمت من خلال مناسبة نظمتها مؤسسة “تكريم USA” في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، وجمعت حشدا من الشخصيات العربية واللبنانية من مختلف الاختصاصات، التي استطاعت أن تبرز وتشتهر في بلاد الاغتراب.
تجدر الإشارة إلى أن الطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في الخارج يعانون صعوبات كبيرة في تحويل قيمة الأقساط الجامعية، بسبب التراجع المريع في قيمة الليرة مقابل الدولار، فضلا عن صعوبة إجراء معاملات مع المصارف اللبنانية.
وقال كرم لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن قسما كبيرا من عائدات الاحتفالية التي خصصت لتبادل خبرات الشباب العربي في أميركا، عاد لمجموعة من الطلاب اللبنانيين الذين لم يتمكنوا من متابعة تعليمهم بسبب صعوبة تحويل الأقساط بالدولار، وعدم توفره مع أهلهم في لبنان، وحتى لا يعودوا إلى بلادهم بلا شهادات تخرج.
وأضاف: “تم تكريم نخبة من الشخصيات اللبنانية والعربية مؤخرا في ميامي، وكان الهدف اللقاء بمجموعة من المتخصصين وتبادل الخبرات فيما بينهم وتعميم الفائدة على الجميع، وجمع التبرعات لمساعدة الشباب العربي الذين يتابعون تحصيلهم العلمي في الخارج”.
وتابع: “حضرت الحفل نخبة من الشخصيات الأميركية من أصول لبنانية وعربية برزت في الولايات المتحدة في مختلف المجالات، وشاركت في تأمين أقساط الجامعات هناك، مع إيمانها المطلق بأنه بالعلم وحده يمكن تغيير الوضع المزري الذي يعيشه المواطن اللبناني”.
وأردف الإعلامي اللبناني: “ضمت المبادرة مزيجا من أصحاب قصص النجاح التي تستحق أن يعرفها المجتمع، وتميزت ببناء تواصل بين الطلاب والنخب المميزة في سبيل التأسيس لتعاون مستقبلي بين أصحاب الخبرة والكفاءة وبين الطلاب، الذين هم أمل المستقبل للبنان في دنيا الاغتراب”.
وأوضح كرم لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه ينوي إقامة احتفاليات أكثر من مرة في السنة، من أجل “خلق مجموعات متعاونة بين الشباب المتعلم وأصحاب الخبرات الطويلة في مجالات العمل. نفخر بوجود كوكبة من الأسماء لشخصيات عربية لمع نجمها في الغرب”.
ولفت إلى أن مؤسسة “تكريم” بدأت كمبادرة ثم تحولت لمؤسسة عام 2010، وفي 2019 تأسست “تكريم USA” وهي مؤسسة مستقلة عن الأولى، وكل واحدة قائمة بحد ذاتها، فبينما تعنى الأولى بالعرب في بلاد العرب، تهتم الثانية بالشباب العربي في الغرب والأميركتين.
وذكر كرم أن احتفالا مماثلا أقامته مؤسسة “تكريم” مطلع العام في بيروت، لبث رسالة مفادها أنها تبقى مدينة الحب والحياة رغم العتمة المسيطرة عليها وعلى لبنان، لافتا إلى أن احتفال ميامي هو الأول من نوعه في الولايات المتحدة.