قدم المحامي طوني الياس المارديني طلب ترشحه إلى الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل عن دائرة الشمال الثالثة، وتوجه قائلا: “أهلي في زغرتا الزاوية والشمال، تفتحت عيناي على الحياة السياسية في لبنان بالتزامن مع ظهور بوادر ثورة ثقافية اجتماعية رفضا للواقع الشاذ القائم في حينه بفعل هيمنة وتحكم بعض القوى المناطقية بمفاصل حياة المواطنين. فكان رد فعلي الطبيعي بأن أكون ثائرا على الواقع المذكور الذي شهد تشريعا للسلاح الفلسطيني في لبنان على حساب الدولة مما ادى الى ضرب هيبتها وانهيار مؤسساتها وأخذ البلاد نحو الحرب الأهلية الأليمة”.
أضاف في بيان: “وكيف لا أثور أيضا شماليا وزغرتاويا في وجه التسلط والاستئثار الذي قام على قاعدة اعتبار أبناء الزاوية مواطنين من الدرجة الثانية، ممنوع ومحرم عليهم العمل النيابي والوزاري أو حتى مجرد المشاركة السياسية الفاعلة. ان رفض النهج المذكور دفعني الى الالتحاق بصفوف حزب “الكتائب اللبنانية” ومن ثم “القوات اللبنانية”، فكان ان دفعت الثمن كما المئات والآلاف من أبناء الزاوية، تهجيرا من منازلنا وقرانا باتجاه بيروت، نتيجة للحوادث الدموية التي شهدتها المنطقة والتي يعود سببها الى عدم قبول وجود الآخر والرغبة بفرض أحادية مرفوضة”.
وتابع: “بعد اعوام طويلة من الاحتلال والهيمنة، استبشرت خيرا بأنه بعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان بأن مساحة الحرية ستتوسع، وبأننا سنتمكن من جهة من استعادة سيادتنا على المستوى الوطني واعادة القرار الى الدولة ومؤسساتها، كما سنؤسس لإعادة التوازن والشراكة في العلاقة ما بين زغرتا والزاوية. بدأ هذا المسار مع “انتفاضة الاستقلال” في العام 2005 حيث تحقق الاستقلال الثاني، قبل ان يعود لبنان ويقع تحت الهيمنة الايرانية بفعل سطوة سلاح “حزب الله”. أضف الى انه تباعا، وبمناسبة الاستحقاقات الانتخابية وترشح بعض أبناء الزاوية، تبين أن هذه الترشيحات غير جدية ووظفت لحسابات لا تصب في ظاهر الهدف منها، أو جرى التعامل معها باستخفاف غير مقبول عن طريق ترشيح من يفتقد للتاريخ النضالي. وأتت ثورة 17 تشرين لتغير الكثير من المفاهيم وتصوب البوصلة باتجاه الفاسدين كما باتجاه السلاح غير الشرعي مع ترسخ الاقتناع المتزايد لدى اللبنانيين بأن لا انقاذ للبنان من الدرك الذي وصل اليه دون التخلص من معادلة السلاح والفساد”.
وختم البيان: “لذلك، وتأسيسا على ما تقدم، أعلن ترشحي للانتخابات النيابية عن أحد المقاعد في قضاء زغرتا ضمن دائرة الشمال الثالثة، انطلاقا من ايماني بضرورة الثورة على الواقع وتثبيتا لتاريخي النضالي الذي أتشرف به، وأؤكد سياسة اليد الممدودة لتحقيق الأهداف المنشودة”.