IMLebanon

مصيبة العقوبات تجمع موسكو وطهران!

جمعت “مصيبة” العقوبات الغربية، الايرانيين والروس. فساعات بعيد توقف المفاوضات النووية بفعل موقف موسكو التي طالبت بإعفائها من أي عقوبات غربية مستقبلية على تعاملاتها مع إيران، حط وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان في العاصمة الروسية حيث استقبله نظيره سيرغي لافروف، وبحث الجانبان خطة العمل المشتركة للاتفاق النووي الإيراني والوضع في أوكرانيا.

خلال الزيارة، برز اصرار على إحياء الاتفاق لكن وفق الشروط الايرانية – الروسية، وكأن “الثنائي” لم يبال بالقرار الغربي في شأن المحادثات، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فقد اشار وزير الخارجية الروسي لنظيره الإيراني الى ان “الاتفاق على إحياء “النووي”، صار في المرحلة النهائية”، مضيفا “اتهامات واشنطن لموسكو بعرقلة المفاوضات غير صحيحة، وندعم الإسراع في العودة إلى الاتفاق”، وقد لفت الى ان بلاده تمكّنت من الحصول على ضمانات أميركية مكتوبة، بألا تؤثر العقوبات المفروضة عليها على خلفية الأزمة الأوكرانية، على إمكانية تعاونها مع إيران في إطار الاتفاق النووي، في موقفٍ يجب التحقق منه..

من جانبه، دان عبد اللهيان العقوبات المفروضة ضد روسيا، وأكّد أنّ أي عقوبات أحادية الجانب أمر خاطئ فيما يجب التركيز على حل سياسي لقضية أوكرانيا. واذ شدد على أنّ العلاقات بين طهران وموسكو قوية أكثر من أي وقت مضى وأمل عبد اللهيان، أنّ تؤدي زيارته إلى روسيا، الى الحصول على دعم موسكو من أجل الوصول إلى اتفاق نووي جيد ومستقر وقوي، مشيرا إلى أن روسيا دعمت المحادثات النووية حتى الآن لرفع العقوبات عن طهران”.

بحسب المصادر، فإن اللقاء بين الجانبين، ليس هدفه التشاور في تطورات فيينا، بقدر ما يشكّل، سيما من حيث شكله ومضمونه والتوقيت، رسالةً يريد الرئيسُ الروسي فلاديمير بوتين توجيهَها الى الغرب. ففيما همّ الولايات المتحدة والاوروبيين الاول والاساس، يتمثل في تطويق نفوذ ايران وتحجيمه، وبينما الاخيرة تذهب في الاتجاه المعاكس تماما، بحيث عادت في الايام القليلة الماضية الى التصعيد في المنطقة، وقد استهدفت المقرَّ الجديد للقنصلية الأميركية في أربيل والمناطق المدنية السكنية القريبة من مبنى قناة كردستان 24 ومحيطها بـ12 صاروخا باليستيا بعيد المدى، تبناها الحرس الثوري الإيراني بوضوح، معلنا انه “شن ضربات بـ”صواريخ قوية ودقيقة” على “المركز الاستراتيجي للتآمر وجرائم الصهاينة” في أربيل”.

وسط هذه الاجواء المشحونة بين طهران وواشنطن والغرب، قررت موسكو استضافة عبداللهيان وذلك لاستفزاز مَن تكتّلوا ضدها وفرضوا عقوبات عليها. ولم تكتف بالاستضافة بل تخللها اعلان موسكو عزمها على “تطوير التعاون الروسي الإيراني” الذي “سيستمر رغم عقوبات الغرب ضد روسيا”، اذ قالت الخارجية الروسية: نعتزم توسيع العلاقات ذات المنفعة المتبادلة مع إيران لصالح الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي”. وتابعت “نعول على تعزيز الاتجاهات الإيجابية في جميع مجالات التعاون الروسي الإيراني”.

لكن هذه العراضة لن تفيد لا بل هي قد تضرّ، تتابع المصادر، واي رفع للعقوبات او تهاون مع الايرانيين والروس، من قِبل المجتمع الدولي لن يحصل، اذا لم يلتزموا شروطه، نوويا وعسكريا وسياسيا، في فيينا او في اوكرانيا..