IMLebanon

بالتفاصيل والأدلة: “الامن العام” يميط اللثام عن عميل “حرزان” يعمل لمصلحة الموساد

كتب داود رمال في “أخبار اليوم”:

تتواصل الجهود الاستثنائية للاجهزة الامنية الهادفة الى تحصين الجبهة الداخلية، التي ثبت بأنها لا زالت مستهدفة بضراوة من قبل العدو الاسرائيلي، الذي لم يتخلَ يوما عن العنصر البشري في اختراق الداخل اللبناني وتنفيذ عمليات تجسس توصل الى استهدافات امنية.

آخر ما اعلن عنه هو ما كشفه مصدر امني رفيع لـ”وكالة اخبار اليوم” من ان “المديرية العامة للامن العام تمكنت من توقيف لبناني يدعى جميل ابراهيم عساف يبلغ من العمر 57 عاما، وهو بالاضافة الى جنسيته اللبنانية يحوز على جنسية فنزويلا، ويعمل حاليا في دولة الامارات العربية المتحدة ومصنف كـ”رجل اعمال”. وتم توقيفه في شهر تشرين الاول 2021 خلال قدومه من دبي الى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي”.

ويوضح المصدر “ان ملاحقة عساف بدأت منذ العام 2009 بعد العثور على جهاز اتصال يستخدم خاصية التشفير مع رقم سلوفاكي كانت ترد عليه اتصالات من هواتف عمومية، تبين من خلال التقنيات ان عساف هو من كان يتصل بهذا الرقم، وبعد التحقيق معه ادلى باعترافات مهمة منها ان الرقم هو سنترال للموساد الاسرائيلي، يوصل عبره رسائل مشفرة الى الضابط في الموساد الذي يقوم بتشغيل عساف ويدعى هذا الضابط “يوسي سوفير”، الذي سبق واجتمع به في بانما حيث تم تدريب عساف على كيفية استخدام الجهاز الذي صار بحوزته منذ العام 2000، علما ان عساف، وبحسب اعترافاته، زار اسرائيل مرات عدة ابان الحرب الاهلية اللبنانية، وكان ينتقل من لبنان الى اسرائيل عبر مراكب بحرية، وهو يتقن اللغة العبرية منذ العام 1989، وله علاقات واسعة مع ضباط الموساد وابرزهم المدعو موشي الذي التقاه في دبي العام الماضي، وعقد اللقاء في منزل احد كبار رجال الاعمال المهتمين بالفنادق”.

ويقول المصدر ان “عساف اعترف بأنه زار اسرائيل عام 1994 عبر خط فنزويلا وهولندا وصولا الى تل ابيب، زاعما ان زيارته التي امتدت لاسبوع مع احد اصدقائه الاسرائيليين كانت بهدف السياحة والترويح عن النفس، بينما انتقل عام 1999 وبطلب من “سوفير” من بيروت الى ايطاليا ومنها الى تل ابيب حيث التقى ضباط في الموساد الاسرائيلي يعرفون لبنان جيدا وكان لهم دور عملي في الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وبعضهم شارك في اجتياح العام 1978، ونتيجة هذه الزيارة أخضع عساف لبرنامج تدريب مكثف ومتقدم”.

ويضيف المصدر ان “عساف اعترف بأنه في خلال امتلاكه نادٍ للغطس في فندق الموفمبيك بين العامين 2000 و2006، عمد الى تزويد الموساد بداتا معلومات عن الزبائن لا سيما من ينتمون الى حزب الله والفصائل الفلسطينية على اختلافها. والاخطر ما تمت مواجهة عساف به من حقائق لجهة تواجده في مطار رفيق الحريري الدولي يوم 22 اذار 2006 في ذات التوقيت الذي ركنت فيه سيارة المرسيدس التي استخدمت في اغتيال الاخوين مجذوب وهما قياديان في حركة الجهاد الاسلامي. وايضا تواجده يوم 26 ايار 2006 في منطقة طبرجا التي نقل اليها العميل الموقوف والمحكوم محمود رافع الضابط الاسرائيلي الذي نفذ عملية اغتيال الاخوين مجذوب، حيث غادر الضابط الاسرائيلي بحرا. وتخلص بعدها عساف من الجهاز الذي يستخدمه في نقل الرسائل المشفرة للموساد الاسرائيلي وانتقاله بعد ثلاثة اشهر الى مصر وانقطاعه نهائيا عن المجيء الى لبنان الى العام 2016، بعدما تأكد ان لا شبهات عليه لا سيما من الناحية القانونية”.

ويشير المصدر الى ان “مسار التوقيفات وتفكيك شبكات التجسس لصالح العدو الاسرائيلي، والتي في جزء اساسي منها مبنية على اعترافات عملاء سبق ان تم توقيفهم وبقيت محاضر التحقيقات معهم طي الكتمان والسرية، لا بد وان يوصل الى نتائج حاسمة تميط اللثام عن كثير من الجرائم وعمليات الاغتيال والتخريب التي شهدها لبنان في فترات حساسة وخطيرة من تاريخه، وكادت ان تؤدي الى فتنة داخلية خصوصا في حقبة ما بعد العام 1990”.