Site icon IMLebanon

إنتخابات المتن على محدلة تشتت القوى

مع إقفال باب الترشيحات مساء الثلثاء الماضي انصرفت الأحزاب والقوى إلى دراسة التحالفات التي يبدو أنها أكثر صعوبة إن لم نقل مستحيلة في بعض الدوائر في ظل أفول نجم أحزاب وتيارات لا سيما التيار الوطني الحر وتشتت قوى أبرزها مجموعات الثورة وتململ لدى فئة كبيرة من الناخبين أبرزها الشارع السني بعد إعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه وتياره عن خوض معركة انتخابات 2022 ترشحا واقتراعا.

وإذا كان صدى وتأثير هذا “الشارع المتململ” غائبا عن دائرة المتن الشمالي إلا أن المعركة في هذه الدائرة تتخذ طابعا مختلفا عما كانت عليه في انتخابات 2018 بحيث تبدو المواجهة حاسمة بين كافة القوى والأحزاب المسيحية مع تراجع حتمي لـ”التيار” واحتفاظ باقي الأحزاب بمقاعدها.

يبلغ عدد الناخبين في دائرة جبل لبنان الثانية (المتن) 183740 ناخباً، اقترع منهم 92446 شخصاً عام 2018. وتتوزع المقاعد النيابية الثمانية المخصصة لهذه الدائرة بين 4 للموارنة، 2 روم أرثوذكس، 1 روم كاثوليك، 1 أرمن أرثوذكس. ومن الواضح أن عملية تشكيل اللوائح حُسمت على 5 في الدائرة مع توجه لخوض “الكتائب” ومجموعات الحراك الشعبي الاستحقاق على لائحتين منفصلتين، إضافة للائحة “التيار”، ولائحة لـ”القوات” ولائحة لتحالف المر – الطاشناق.

حزب “القوات اللبنانية” الذي كان السباق في الإعلان عن  مرشحيه وهما عن المقعد الكاثوليكي الوزير السابق ملحم الرياشي ورازي الحاج عن المقعد الماروني، سيخوض المعركة الأشرس في وجه مرشح التيار على المقعد نفسه النائب إدي معلوف، مما يحتم عليه التركيز على صب الأصوات لكسر حاصل الرياشي أو التوجه نحو مرشحيه الماروني ابراهيم كنعان الذي يتصدر وفق الاحصاءات اصوات التيار، والأورثوذكسي الياس بو صعب.

وأشار الخبير الإنتخابي كمال فغالي لـ”المركزية” إلى أن نسبة حظوظ مرشح التيار النائب إدي معلوف شبه معدومة خصوصا أن القوات ستصب أصواتها على المرشح الكاثوليكي مما سيمكنها من تأمين الحاصل على المقعد الكاثوليكي من دون الحاجة إلى تحالفات. بالنسبة إلى التيار هناك لائحة مكتملة إلا أن أفول نجم التيار في كل الدوائر عموما والمتن تحديدا بنسبة 50 في المئة سيحول مسار المعركة للفوز بمقعدين هما الأرثوذكسي والماروني ويؤكد فغالي أن أصوات مرشحي التيار أبو صعب وكنعان ستكون من الموالين والأصدقاء كونهم كثر، وليس من نسبة أصوات التيار.

واعتبر أن كتائبيا تجمع الإحصاءات على تصدر النائب سامي الجميل لائحة باقي مرشحي الدائرة علما أنه حتى اللحظة لم يشكل الحزب لائحته إلا أنه سيسعى إلى الإحتفاظ بإرثه التاريخي من خلال تأمين حاصلين أي مقعدين نيابيين مارونيين سامي الجميل والياس حنكش. وفي حال نجح حزب الكتائب بتشكيل لائحة موحدة مع قوى الحراك عندئذ يمكن التكلم عن منافسة على 3 أو 4 مقاعد. ومع تقدم نقيب المحامين ملحم خلف بطلب ترشحه في المتن بدأ الكلام عن إحتمال انضمامه إلى لائحة الكتائب.

وأوضح أن تشتت مجموعات الثورة سيفقدها الحظوظ من الدخول بنائبين أو ثلاثة عن دائرة المتن. وحتى اللحظة يبدو المشهد على الشكل التالي: لائحة تضم كلا من سمير عازار والنائب السابق غسان مخيبر ولائحة مواطنون ومواطنات التي تضم جاد غصن. وفي وقت كانت المساعي تدور حول ضم لائحة مواطنون مواطنات إلى لائحة الكتائب مما يرجح فوزها بمقعدين أو ثلاثة بحسب فغالي وبمقعدين في حال التحالف مع لائحة المستقلين، إلا أن تشتت لوائح مجموعات الثورة سيفضي الى فوزها بمقعد واحد في دائرة المتن.

وقال إن حزب الطاشناق الذي دخل نوابه مجلس 2018 بالتحالف مع التيار بدّل قواعده وسيخوض المعركة مع مرشح آل المر ميشال الياس المر وسيتمكن من الفوز بمقعد واحد مع احتمال سقوط مرشح حليفه الذي يسجل حراكا إنتخابيا لافتا ولكنّه سيحتاج الى تحالفات وإلا لن يكون بمقدوره أن يؤمّن حاصلاً مع ابتعاد عددٍ من رؤساء البلديّات الذين كانوا يشكّلون ثقل جده النائب الياس المر في”العمارة”. ويكشف فغالي عن مفاوضات سرية تجري لضم لائحة الطاشناق -المر إلى لائحة التيار لكنها باءت بالفشل.

ولفت فغالي إلى أن مرشحا أخيرا قد يخوض المعركة منفردا أو ينضم إلى لائحة التيار هو المرشح سركيس سركيس “وإذا فعلها يكون كتب خسارته للمرة الثانية بيده”. أما الحزب السوري القومي الإجتماعي فبات محسوما انضمامه إلى لائحة التيار بعدما رضخ الأخير لشرط “القومي” بسحب إسم فايز كرم. فعند الإنتخابات يكرم المرء أو يهان!

تحت عنوان “تشتت القوى” تُخاض معركة المتن في انتخابات 2022 بعدما أسقط قانون النسبية صفة “كسر العظم” التي كانت شعار انتخابات المتن. وإذا كان من المبكر تحديد الرابحين والخاسرين في انتخابات المتن، إلا أن نكهة التغيير بدأت مع انطفاء محركات المتنيين وحماستهم التي كانت تشكل التحدي الأبرز في المعارك الإنتخابية في لبنان.