تمكنت القوات الروسية، السبت 19 آذار 2022، من الدخول إلى مدينة ماريوبول، بعد أيام من القصف المكثف، بينما تتواصل حرب الشوارع وسط المدينة الاستراتيجية، الواقعة جنوبي أوكرانيا، التي تعرضت لدمار هائل جراء القصف الروسي.
يأتي ذلك فيما أقرت السلطات الأوكرانية، السبت، بتقدم القوات الروسية في المدينة الساحلية. وقال وزير الداخلية الأوكراني، إن الرئيس الروسي يسعى لتدمير مدينة ماريوبول بالكامل، كما أضاف “فلاديمير بوتين يستهدف قدرات البلاد التصنيعية”.
قال عمدة ماريوبول، فاديم بوشينكو، “هناك حرب شوارع في المدينة”، مؤكداً بذلك ما قالته روسيا يوم الجمعة بأنها تشدد الخناق على ماريوبول.
أَضاف بوشينكو “هناك دبابات، وقصف مدفعي، وجميع أنواع الأسلحة تستخدم في المدينة. وتبذل قواتنا كل ما بوسعها للتمسك بمواقعها، ولكن قوات العدو أكبر من قواتنا للأسف”.
فيما حاصرت القوات الروسية المدينة التي لا تتوفر فيها الكهرباء والماء والغاز في الوقت الحالي، كما أن الوضع في المدينة مأساوي، إذ لا يستطيع ما يقدر بـ300 ألف مدني من المغادرة. وتتهم روسيا بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل المدينة.
فقد وصف عدد من المدنيين القليليين، الذين تمكنوا من الفرار من المدينة، الأحوال هناك بالمرعبة، حيث انقطعت الكهرباء والماء وبدأ مخزون الطعام في النفاد.
بينما نقل عضو البرلمان الأوكراني، ياروسلاف زيليزنياك، عن أخته التي تمكنت من الفرار من ماريوبول، في حديث لـ”بي بي سي” البريطانية: “بعد أسبوعين لم يعد لديهم طعام، وأغلقت المحال أبوابها، لذا فقد فكرت في البحث أو ربما سرقة بعض الطعام وإلا الموت بدون طعام”.
تابعت زيليزنياك: “الناس خائفون باستمرار من أن يلقوا حتفهم جراء إلقاء قنبلة أو استهدافهم بسلاح ما أو حدوث انفجار ما. هناك العديد من الجثث في الشوارع، والعديد من المباني تحترق أو دمرت، كما دُمرت عدة ملاجئ على من كان بداخلها”.
طالت الضربات الروسية مستشفى وكنيسة وعدداً لا يحصى من المباني، ويقدر المسؤولون أن 80% من المباني السكنية إما دمر أو تصدع، وثلث تلك المباني لا يمكن إصلاحها. وشهدت المدينة عدداً من أقسى المعارك منذ غزو روسيا أوكرانيا منذ ثلاثة أسابيع.
كما أضحى التواصل صعباً مع المدينة، حيث تعمل شبكة الهاتف لعدة ساعات فقط في اليوم، وفي ظل هجوم روسي بلا هوادة يقضي السكان معظم يومهم في المخابئ والأقبية، ونادراً ما يخرجون منها.
فيما قال مجلس مدينة ماريوبول الأوكرانية إن القوات الروسية رحلت بالقوة عدة آلاف من المدينة المحاصرة، الأسبوع الماضي، بعد أن تحدثت روسيا عن وصول “لاجئين” من الميناء الاستراتيجي.
المجلس أوضح في بيان على قناته على تلغرام في ساعة متأخرة من مساء السبت “خلال الأسبوع الماضي تم ترحيل عدة آلاف من سكان ماريوبول إلى الأراضي الروسية.
كما أضاف: “أخذ المحتلون بشكل غير قانوني الناس من حي ليفوبيريجني ومن الملجأ في مبنى النادي الرياضي الذي كان يختبئ فيه أكثر من ألف شخص (معظمهم من النساء والأطفال) من القصف المستمر”. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه المزاعم بشكل مستقل.
بينما قالت السلطات المحلية إن نحو 400 ألف شخص محاصرون في ماريوبول، المطلة على بحر آزوف منذ أكثر من أسبوعين، ويختبئون في ملاجئ من القصف العنيف الذي قطع الإمدادات المركزية من الكهرباء والتدفئة والمياه.