أكّد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أن “لا خلاص للبنان سوى بوقوف الأشقاء العرب إلى جانبه ومساعدته”، مضيفا أن “وزارة الداخلية اتخذت كل الإجراءات لمنع تصدير الأذى للدول العربية”.
وحضّ مولوي في حديث لـ”النهار العربي” اللبنانيين على المشاركة في الانتخابات النيابية، لأن هذا الأمر “واجب وطني”، مطمئنا إلى أن “الوضع الأمني مضبوط، والأوضاع الاقتصادية التي تعصف بلبنان لن تؤثر على آداء الأجهزة الأمنية”.
وتطرق إلى اجتماع الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي عقد في العاصمة التونسية في الثاني من آذار الحالي، والتهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة العربية، وسفر لبنانيين في الشمال اللبناني إلى العراق للقتال، وتفكيك خلية لـ”داعش” في لبنان والاجراءات المتخذة لمنع تهريب مخدرات إلى دول عربية.
وشدد على أن “الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان لن تؤثر على آداء الأجهزة الأمنية”، وقال: “وطنية عناصر الأجهزة الأمنية وجهوزيتها تحول دون تأثير الأزمة الاقتصاية على عملها”، مستبعدا أن “يكون العنصر الأمني يفكر بالعقل التجاري أو يربط أداءه بدخله”.
وذكر بأن “الأجهزة الأمنية استطاعت في الآونة الأخيرة اكتشاف شبكات تهريب مخدرات إلى الخارج، وتمكنت من تحرير مواطنين مخطوفين، وكشفت شبكات عدة لعناصر من تنظيم داعش تعد للقيام بعمليات تفجيرية متزامنة في منطقة من لبنان”، معتبرا أن” الحكومة مسؤولة عن تأمين استقرار عناصر الأجهزة الأمنية وأمنهم الاجتماعي”.
وعن خطر محتمل لتنظيم “داعش” في لبنان، أكد وزير الداخلية أن “داعش يشكل خطرا أينما وجد”، وقال: “إن التقارير والمعلومات الأمنية تفيد بأن الوضع الأمني في لبنان جيد ومضبوط ومقبول جدا، وداعش في لبنان قيد متابعة في حال كان موجودا والأجهزة الأمنية شديدة الوعي لأن الأمر يتعلق بأمن المواطنين وسلامة البلد”.
وعن سفر نحو 45 لبنانيا من مناطق فقيرة في الشمال إلى العراق للقتال، قال: “إن الموضوع قيد المتابعة”، كاشفا عن “وجود محرضين لهؤلاء الشبان يتواجدون في سوريا أو في مناطق حدودية وتم توقيف البعض منهم وملاحقة آخرين والأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها. وفي كانون الثاني الماضي أفادت تقارير محلية في لبنان، عن مقتل شبان من مدينة طرابلس، أثناء قتالهم إلى جانب داعش في العراق”.
وعن الجهود الرامية الى منع تهريب المخدرات إلى الدول العربية، قال مولوي: “الدول العربية هي أشقاء للبنان، بلد الوفاء، وهو يحفظ وقوفهم إلى جانبه ومساعدتهم خلال عشرات السنوات وخلال سنوات الحرب الأهلية والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان”، مذكرا بأن “العرب وقفوا إلى جانب لبنان بكل طوائفه ويحتضنون عددا كبيرا من اللبنانيين الذين يعملون عندهم”.
وإذ شدد على أن “لا خلاص للبنان سوى بوقوف الأشقاء العرب إلى جانبه ومساعدته”، ذكر بأن “القانون اللبناني يمنع التعرض للدول العربية لفظا أو فعلا وهذه الأمور من الثوابت”، معلنا أن “وزارة الداخلية اتخذت جميع الإجراءات لمنع تصدير الأذى للدول العربية. وفي كانون الثاني الماضي قدم وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح ورقة عبارة عن رسالة خليجية عربية ودولية كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجددا مع لبنان، وتتضمن بنودا عدة منها منع تهريب المخدرات واعتماد سياسة أمنية واضحة وحاسمة توقف استهداف دول الخليج من خلال عمليات تهريب المخدرات”.
وأكد وزير الداخلية أن “ما جاء في الورقة الكويتية مطبق في وزارته بكامله لاسيما في موضوع المخدرات أو الأذى اللفظي أو كل شيء يمس الدول العربية عبر المطار او المرفأ أو المعابر الحدودية”، كاشفا أن “الشبكات التي كانت تصدر المخدرات إلى الدول العربية معروفة وهي موضوع متابعة وملاحقة، ونعرف من أين تتزود بالمخدرات وملتزمون متابعة التحقيقات حتى النهاية”.
وتطرق إلى موضوع الإنتخابات، مؤكدا انها ستحصل في موعدها، وفيما رأى البعض أن هناك تخوفا من حدث أمني يؤدي إلى تأجيلها، خصوصا بعد اكتشاف خلايا ارهابية ينتمي البعض منها ل”داعش”، جزم مولوي بأن “الوضع الأمني مضبوط، والأجهزة الأمنية تقوم بكل واجباتها ولا نتخوف من أي حدث يطير الانتخابات، واللبنانيون بحاجة للتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم خصوصا بعد 17 تشرين الأول 2019 (تاريخ الثورة اللبنانية) وهذا الأمر واجب وطني”.
وشدد على أن “المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تؤكد ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها”، مذكرا بـ “التزام وزارة الداخلية بالمواعيد المحددة لهذا الاستحقاق وكل الأمور تجري وفقا لما خططت له الوزارة”.
أضاف: “نواصل العمل على متابعة كل الأوضاع الأمنية وسنزيد المتابعة الأمنية انطلاقا من حرصنا على ضرورة إجراء الانتخابات”، مستبعدا وجود أي مؤشر أمني مقلق يؤدي إلى تطيير الانتخابات، “لاسيما أن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها استباقيا لمنع أو تلافي أي حادث قد يؤدي إلى اشكالات لها علاقة بالانتخابات”.
وشدد على أن” اللبنانيين لا يريدون الحرب بل هم مسالمون، مذكرا بأن “الأحداث الأمنية التي جرت في منطقة الطيونة (ضاحية بيروت) في 14 تشرين الأول وسقط خلالها عدد من القتلى والجرحى، تمت لملمتها خلال ساعتين، وهذا دليل على أن الأطراف في لبنان لا تريد أي حرب، وأن اللبنانيين طووا صفحة الحرب ويريدون العيش في أمان وسلام”.
وعن كلفة الانتخابات مقارنة بانتخابات 2018 التي كلفت نحو 54 مليون دولار في الداخل والخارج، أكد أن “الوزارة اقترحت ربع هذا المبلغ للاستحقاق الحالي، وسيتم دفع مكافآت لكل الأجهزة الأمنية التي ستشرف على انجازها”.
وإذ أعلن أن وزارة الداخلية ستعمد الى تأمين التيار الكهربائي خلال يوم الانتخابات في كل لبنان عبر التعاون مع البلديات واستخدام مولدات كهربائية خاصة بالوزارة، قال: “ما حصل في لبنان تجاه الكهرباء أمر يفوق الخيال”، مستغربا كلام وزير الطاقة وليد فياض عن تكلفة الكهرباء خلال يوم الانتخابات ب 10 ملايين دولار، قائلا: “هذا رقم غير مقبول”.
وعن تصنيف وزراء الداخلية العرب للحوثيين بالإرهابيين، قال مولوي: “لبنان لا يجب أن يخرج من الحضن العربي، وهو من الدول العربية ويجب أن يبقى على علاقة جيدة مع الدول الخليجية وهو بلد الوفاء”، مكررا إدانته لكل اعتداء يطاول المواطنين الآمنين في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة.
وإذ جدد إدانته لأي أذى يلحق بمواطنين آمنين في الدول العربية، تساءل: “كيف يمكن لمواطنين آمنين في دول لا حرب فيها أن يتعرضوا لمسيرات أو غدر أو تخريب أو قتل؟”. مضيفا: “يجب أن يكون موقف لبنان واضحا تجاه هذه التعديات ويجب أن تكون مواقف لبنان ليست رمادية بين الخير والشر أو بين الحق والباطل. وفي 13 آذار الحالي، صنفت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، جماعة الحوثيين جماعة إرهابية وتم إدراجها في قائمة الكيانات الإرهابية المدرجة على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية”.
وعن اجتماع وزراء الداخلية العرب، قال إنه بحث الإرهاب والمخدرات وجرائم تقنية المعلومات، وشدد على “وجوب استخدام العلم في الأمن لمكافحة الجريمة”.
وأضاف: “يجب أن تكون العناصر الأمنية على قدر من التدريب ودرجة من التجهيز والمعلومات والخبرة العلمية لمواجهة الجريمة، ونعمل اليوم ليكون لدينا العلم بالأمن”، مؤكدا أن “الأجهزة الأمنية اللبنانية تستعمل العلم وهي متطورة، ونتيجة هذا التطور العلمي نجحنا في افشال تهريب المخدرات إلى الخارج ومكافحة الإرهاب السيبيراني”.