ذكرت صحيفة The Wall Street Journal في تقرير نشرته يوم السبت 19 آذار 2022 نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إن تبادل الاتهامات وتوجيه أصابع الاتهام قد بدأ بين قادة الاستخبارات والدفاع في روسيا، بعد أن تحولت الحملة التي توقعت موسكو أن تتوج باستيلاء سريع على العاصمة الأوكرانية، إلى مستنقع مكلف ومحرج.
الصحيفة قالت في تقريرها كذلك إن تقارير مؤكدة تشير إلى أن موسكو وضعت قائد الوحدة المعنية بأوكرانيا داخل وكالة “إف إس بي” (FSB) رهن الإقامة الجبرية، وهي إحدى وكالات الاستخبارات الروسية الأساسية التي خلفت جهاز “كيه جي بي” (KGB) الشهير في الحقبة السوفييتية.
حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية كذلك، فقد قال مسؤول أمريكي إن الخلاف اندلع بين FSB ووزارة الدفاع الروسية، وهما وحدتان حكوميتان رئيسيتان مسؤولتان عن التحضير لغزو 24 فبراير/شباط 2022 لأراضي أوكرانيا.
كان مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز قد قال في وقت سابق من شهر آذار 2022 إن بوتين خطط للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف في غضون يومين، مما يشير إلى أن الزعيم الروسي كان يتوقع مقاومة ضئيلة من جانب الأوكرانيين.
لكن بدلاً من ذلك، واجهت القوات الروسية هجمات مضادة أوكرانية شرسة وتوقف تقدمها البري، وسط تزايد الخسائر في الأرواح. حيث أعلنت الحكومة الأوكرانية مقتل أربعة جنرالات روس. وتقدر بعض حسابات الحكومة الأمريكية أن ما يصل إلى 7000 جندي روسي قتلوا أثناء القتال، على الرغم من أن المسؤولين يحذرون من أن هذه التقديرات غير مؤكدة.
في حين قالت الصحيفة إن ضابط FSB الذي قيل إنه قيد التحقيق والإقامة الجبرية هو العقيد جنرال سيرجي بيسيدا، رئيس الخدمة الخامسة بوكالة الاستخبارات، والمعروف أيضاً باسم خدمة المعلومات التشغيلية والاتصالات الدولية.
مسؤول استخباراتي أميركي سابق آخر درس روسيا على مدى عقود قال تعليقاً على الأمر إن بوتين وهو رئيس سابق لجهاز الأمن الفيدرالي، ساعد في إنشاء الخدمة الخامسة، التي تعمل كذراع استخبارات أجنبية بحكم الواقع للوكالة الشاملة، والتي تركز بشكل أساسي على الأمن الداخلي.
يأتي توقيف بعض الضباط الروس بسبب الإخفاق في حسم الحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي حث فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سويسرا، السبت، على اتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب المليارات المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذين قال إنهم يساعدون في الحرب على بلاده من “البلدات السويسرية الجميلة” الآمنة.