كتب أحمد زين الدين في “اللواء”:
على مسافة 55 يوماً من موعد فتح صناديق الاقتراع امام الناخبين، يبدو أن الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية ترمي بثقلها الخانق على اللبنانيين وتظلل كل جوانب حياتهم ويومياتهم، فبات اخر همهم الانتخابات،رغم غزارة المرشحين هذه المرة، الذين لم ينجزوا لوائحهم مع ما يمثلون من قوى اجتماعية وسياسية وحراك مدني، رغم ان ما يفصلهم عن انجاز هذه المهمة، وتسجيلها في وزارة الداخلية لا يتعدى الـ14 يوما.
واذا كانت القوى والأحزاب السياسية التي طبعت البلاد بطابعها طوال السنوات الماضية، معروفة بـ «تكتيكاتها» السياسية والانتخابية التي تهدف في النهاية الى الحفاظ على وجودها ومكاسبها وقوتها، لكن اللافت هو المجموعات التغييرية والائتلافات المتعددة تحت عناوين وأسماء متعددة في كل الدوائر الانتخابية التي تتعدد لقاءاتها ومشاوراتها واجتماعاتها من دون الوصول الى نتائج حاسمة توحدهم في لوائح على حد ادنى من القواسم المشتركة، بشكل بات واضحا أن الجمهور الذي يطمح الى التغيير والتجديد في مكان، ومن يشدد قبضته على انفاس «قوى التغيير» او «الثورة» أو «التجديد» في مكان آخر.
مع بداية الأسبوع الجديد، ينتظر ان يتبلور المزيد من اللوائح في كل الدوائر الانتخابية، وان يشهد العديد منها لوائح متعددة، قد يصل في بعضها الى اكثر من خمسة لوائح، كحال دارة الشمال الثانية (طرابلس والمنية -الضنية) التي لها 11نائبا، بينما عدد المرشحين نحو 140 مرشحا أي انه يمكن ان يتوزعوا على 12 لائحة.
وفي بيروت الأولى التي لها 8 نواب يبلغ عدد المرشحين فيها 57 مرشحا وعدد الناخبين نحو: 134ألفاً و886 ناخبا وحتى الان تشير بورصة اللوائح الى نحو خمس.
اما في دائرة بيروت الثانية:التي لها 11نائبا فيبلغ عدد المرشحين 119 مرشحا وعددالناخبين 371 الفاً و20 ناخبا ويتوقع فيها ولادة خمس لوائح حتى يوم الرابع من نيسان، اذا تمكنت القوى التغييرية ان تتوحد في لائحة واحدة، والا فمن المحتمل ان يكون عدد اللوائح أكثر من ذلك.
نأتي على الدوائر الثلاث الآنفة الذكر، كمثال على الواقع الانتخابي في 15 أيار المقبل، لنشير الى ان وجود 1043 مرشحا يعني في الخلاصة العامة وجود نحو 8 مرشحين لكل مقعد، مما يشير الى ان البلد سيكون هذه الدورة أمام عدد كبير من اللوائح، وربما كان غاية بعض القوى السياسية وبعض صناع اللوائح، توليد لوائح انتخابية متعددة بمرشحين غير مباشرين، لتشتيت الأصوات تسهيلا لمعركة فوزهم بأكبر عدد ممكن من النواب.
من جهة ثانية، بعد المعلومات التي تحدثت عن ولادة لائحة معارضة في دائرة الجنوب الثانية (الزهراني – صور) نواتها : المحامية بشرى الخليل، رياض الاسعد، وحسن خليل، ترددت معلومات ان شخصيات يسارية ومن قوى التغيير تعتزم تشكيل لائحة تضم كلاً من هشام حايك(كاثوليكي)، ايمن مروة، علي خليفة، داوود فرج، حاتم علاوي، سارة سويدان، ومحمد أيوب (شيعة).