أصبحت محاولة نقل صواريخ إس 300 إلى أوكرانيا محور جهود الناتو لدعم كييف، وسبباً لتوتر خطير محتمل مع موسكو التي هددت بقصفها إذا نقلت لأوكرانيا، فيما تحاول واشنطن إقناع تركيا بنقل صواريخ إس 400 الأكثر تقدماً لكييف.
وظهرت صواريخ S-300 كمحور لمطالب أوكرانيا لأنها مصممة لضرب أهداف على ارتفاعات أعلى وأطول مدى من صواريخ جافلين وستينغر التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا.
ومع ذلك، فإن الدول التي لديها صواريخ إس 300 تريد التأكد من أنها إذا ساعدت الأوكرانيين، لا تجعل نفسها عن غير قصد أكثر عرضة لهجوم روسي محتمل.
على الرغم من نظام إس 300 السوفياتي الصنع قد وورثه نظام S-400 الروسي المتقدم، إلا أنه لا يزال يُعتبر قادراً على مواجهة الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.
ويتطلع حلفاء أوكرانيا الغربيون أن يمكن نظام إس 300 ذو الأصل السوفياتي الجيش الأوكراني من إسقاط الطائرات الحربية الروسية التي تطير على ارتفاعات عالية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Washington Post The
وأعلنت سلوفاكيا استعدادها لتزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ السوفياتية الصنع التي تمتلكها بشرط تزويدها ببدائل من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، فيما نددت روسيا بهذه المساعي باعتبارها مخالفة للقانون الدولي، وهددت باستهدافها.
كما اقترحت الولايات المتحدة على تركيا، بشكل غير رسمي إرسال أنظمة دفاع صاروخي من طراز إس-400 إلى أوكرانيا، لمساعدتها في صد الهجوم الواسع للقوات الروسية.
كانت هذه الفكرة، التي قال محللون إن من المؤكد أن تركيا سترفضها، جزءاً من مناقشة أوسع، جرت بين شيرمان والمسؤولين الأتراك بشأن كيفية بذل الولايات المتحدة وحلفائها المزيد لدعم أوكرانيا، وكيفية تحسين العلاقات الثنائية.
اللافت أنه من الناحية الفنية فإن أنظمة صواريخ إس 300 التي بحوزة اليونان قد تكون الأنسب للأوكرانيين.
كان لافتاً أن واحدة من أصغر دول حلف الناتو وهي سلوفاكيا كانت أول من بادرت بإبداء استعدادها لنقل صواريخ إس 300 الروسية الصنع التي بحوزتها إلى أوكرانيا، إذا تلقت بديلاً من الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد وعد كييف بمنحها أسلحة مضادة للطائرات أطول مدى وأكثر فاعلية من أنظمة ستينغر المحمولة على الكتف.
ودعا المشرعون الأميركيون إدارة بايدن إلى تزويد أوكرانيا بمزيد من الرادارات للتصدى للهجمات الروسية.
حتى الآن، قدم البيت الأبيض أربعة أنظمة رادار مضادة للمدفعية وأربعة أنظمة رادار مضادة لقذائف الهاون، وفقاً لصحيفة حقائق للبيت الأبيض نُشرت الأربعاء الماضي.
وبينما تمتلك أميركا أنظمة باتريوت ولديها رادارات قادرة على اكتشاف واعتراض طائرة أو طائرة بدون طيار أو صاروخ داخل دائرة نصف قطرها أكثر من 60 ميلاً (100 كيلومتر)، لكن الجيش الأوكراني غير مدرب على التعامل مع الأسلحة الأمريكية المتطورة.
في المقابل، فإن الأوكرانيين يعرفون كيفية التعامل مع نظام S-300 المضاد للطائرات، والذي يعد منافساً للجيل الأول لنظام باتريوت الأمريكية.
هناك دولة أخرى في حلف شمال الأطلسي، وهي اليونان، لديها نسخة أكثر تطوراً من صواريخ إس -300، لكنها أيضاً ستحتاج إلى بدائل، ويقال إن الأنظمة الموجودة لدى اليونان مختلفة عن تلك الموجودة لدى كييف، وبالتالي سيكون أصعب على الأوكرانيين التعامل معها.
كما أن اليونان لديها علاقات قوية نسبياً مع موسكو مقارنة بأغلب دول الناتو، وهي لا ترى في روسيا خطراً بقدر ما تعتبرها حليفاً تاريخياً في مواجهة تركيا.
لكن دول الناتو الثلاث المشار إليها لا تزال تعتمد على S-300 من أجل أمنها وتطلب بديلاً- بعبارة أخرى، باتريوت- قبل إعطائها صواريخ إس 300 لأوكرانيا.
وقال وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد، للصحفيين، يوم الخميس الماضي، خلال اجتماع مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، في عاصمة البلاد براتيسلافا: “نحن على استعداد للقيام بذلك على الفور عندما يكون لدينا بديل مناسب”.
ثم أعلن وزير الدفاع السلوفاكي، أمس الأحد، إن نظام الدفاع الجوي باتريوت بدأ في الوصول إلى سلوفاكيا من الدول الشريكة لحلف شمال الأطلسي، وسيستمر نشره في الأيام المقبلة.
سيتم تشغيل النظام من قِبل القوات الألمانية والهولندية، وسيتم نشره بالبداية في مطار سلياك بوسط سلوفاكيا؛ للمساعدة في تعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف الناتو.
سيكون نظام باتريوت جزءاً من مجموعة قتالية جديدة لحلف شمال الأطلسي في سلوفاكيا، المجاورة لأوكرانيا.
وقال ناد إن نظام باتريوت سيكون مكملاً وليس بديلاً لنظام إس-300 الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية، بحيث تغطي المظلة الأمنية أكبر جزء ممكن من الأراضي السلوفاكية.
وكرر تأكيده أن سلوفاكيا تبحث عن بديل خاص بها لأنظمة إس-300، بسبب قِدمها وقدراتها واعتمادها على روسيا.
ومع ذلك، وحتى لو قرر البنتاغون، الذي يعد مخزون الباتريوت الخاص به محدوداً نسبياً، إقراض صواريخ باتريوت لبلدان الناتو المشغلة لـ”إس-300″، فسوف يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تصل إلى وجهتها.
تحاول واشنطن إقناع الحلفاء في مناطق أخرى بإقراضها صواريخ باتريوت، لكن مرة أخرى، هذا ليس بالأمر السهل، حسبما ورد في تقرير لموقع France24.
ويُعتقد أن رئيس الأركان الأميركي، الجنرال مارك ميلي، طلب المساعدة من اليابان يوم الخميس الماضي، حيث اتصل بنظيره الياباني؛ لبحث “البيئة الأمنية الحالية في المحيط الهادئ والغزو الروسي المستمر لأوكرانيا”، بحسب ما نشره البنتاغون.
وتمتلك دول الخليج العديد من البطاريات المضادة للطائرات لحماية نفسها من الصواريخ الإيرانية والحوثية، لكن لا يبدو أنها في عجلة من أمرها لمساعدة أوكرانيا، خاصةً أن لديها علاقات وثيقة مع موسكو، والهجمات الحوثية لم تتوقف، والرياض تحديداً تعاني نقصاً في هذه الصواريخ.