كتب المحرر السياسي في IMLebanon:
تفاجأ الرأي العام اللبناني بالتطورات المتسارعة في المقاربة السعودية للملف اللبناني، من مرحلة القطيعة الشاملة واللامبالاة إلى البيان- المفاجأة الذي صدر عن الخارجية السعودية والذي رحّب ببيان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأمل في “أن يسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربياً ودولياً”.
يؤكد مطلعون على ما يجري على خط الرياض- بيروت ان الأجواء في عاصمة القرار العربي في السعودية تغيّرت لناحية الاقتناع بأنه لا يجب ترك لبنان نهائياً لـ”حزب الله” وبالتالي لإيران، وأنه يستحيل الفوز في المعركة ضد الحوثي طالما إيران وحزب الله مرتاحان ويعملان للسيطرة الكاملة على لبنان.
وانطلاقاً من تراكم المعطيات لدى القيادة السعودية حول تطوّر مسار الأمور في لبنان، ونتيجة التحسّب لاحتمال تمكّن إيران من وضع يدها بالكامل على “وطن الأرز”، ونتيجة التطورات الإقليمية المتلاحقة من الغزو الروسي لأوكرانيا مروراً بما يتم تسريبه من محادثات فيينا والتسليم الأميركي بالطلبات الإيرانية، كما نتيجة لأداء الإدارة الأميركية الحالية، اتُخذ القرار العربي بالتعديل في عدد من الملفات والمقاربات، كان بينها الملف اللبناني.
ويلفت المطلعون إلى أن النداء الذي وجّهه رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع إلى القيادة السعودية قبل أيام للعودة إلى لبنان لم يأتِ من فراغ بل نتيجة معلومات ومعطيات واتصالات، كما أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قام بمساعٍ مكثفة على خطي الرياض وباريس، وكل ذلك لم يكن ممكناً لو لم يكن ثمة قرار سعودي واضح بتعديل في المقاربة.
ويشير المطلعون إلى أن عدداً من المسؤولين اللبنانيين الذين التقوا مسؤولين سعوديين مؤخراً أدركوا أن القرار بالعودة السعودية اتُخذ، كما لمسوا إشارات سعودية مشجعة لناحية الدفع باتجاه الانخراط في الانتخابات، من أجل مواجهة المشروع الإيراني.
ويختم المطلعون على الأجواء السعودية بالتأكيد ان المملكة لم ولن تتخلى يوماً عن لبنان وهي تطالب اللبنانيين دائماً بأن يقوموا بواجباتهم تجاه بلدهم وتجاه انتمائهم العربي ليجدوا دائماً كل العرب إلى جانبهم.