كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
حتى الآن لا تزال المعركة الانتخابية في طرابلس ودائرة الشمال الثانية دون المستوى من حيث الحماس الشعبي، حيث أشارت آخر استطلاعات الرأي ما قبل تشكيل اللوائح أن نسبة الإقتراع على صعيد الدائرة الشمالية الثانية قد تكون متدنية.
ففي الإنتخابات الماضية في العام 2018 بلغت نسبة الإقتراع في طرابلس 39% على صعيد القضاء و42% على صعيد الدائرة ككل. مع مقاطعة تيار المستقبل للإنتخابات إذا استمرت، ومع انسحاب ميقاتي من السباق الإنتخابي وكذلك الوزير السابق محمد الصفدي والنائب محمد كبارة (الذي رشّح نجله كريم)، فإن نسبة الإقتراع المتوقعة في طرابلس وكذلك على صعيد الدائرة الثانية بشكل عام، لن تكون كبيرة. وستكون أقل من الإنتخابات الماضية، كما أنها لن تتجاوز الـ 30% في أحسن الأحوال، في حال استعملت كافة الأسلحة الإنتخابية المعروفة بكل أنواعها، ومنها الخطاب السياسي الموجه ضد «حزب الله» من أطراف 14 آذار أو الخطاب المعاكس من اللائحة التي تحمل نفس الثامن من آذار، إلى جانب عنصر المال والخدمات الذي من شأنه أن يرفع مستوى المشاركة والحماس الإنتخابيين.
حتى الآن لم تُحسم أي لائحة في الدائرة الثانية بشكل نهائي. وقد بات من شبه المؤكد قيام لائحتين تحملان نفَسي «المستقبل» و»العزم»، وتضمان أسماء محسوبة على كلا الطرفين. غير أن اللائحتين ستتقاتلان في ما بينهما لا سيما أعضاؤهما السنّة، على الأصوات التفضيلية وتأمين الحواصل، بغياب إدارة مركزية لهما أي إدارة الرئيس ميقاتي والمستقبل. في السياق، يقوم النائب محمد كبارة (أبو العبد) بإدارة حملة نجله كريم شخصياً وتجيير ماكينته ومفاتيحه الإنتخابية (القديم منها والجديد) لصالحه. في نفس الوقت تشير الإستطلاعات إلى أن الكل تراجعت شعبيته في طرابلس، لا سيما من السياسيين التقليديين، في حين أن الأسماء الجديدة على ساحة المنافسة الطرابلسية، لا تزال شعبيتها قيد التبلور والإستطلاعات لا تعطي للأفضل بينها أكثر من ألف صوت تفضيلي. المرشحون السنّة في طرابلس لن يحسموا مشاركتهم المتوقعة على لائحة ميقاتي إذا لم يضمن لهم الأخير مشاركته الشخصية إلى جانبهم. بمعنى أن تنزل ماكينته الإنتخابية وأمواله ومفاتيحه في المدينة إلى جانبهم، بالإضافة إلى استعمال الأخير بلوكه الأساسي الذي يتراوح بين 5 و 10 آلاف صوت على صعيد الدائرة بحسب الإستطلاعات، والذي كان تراوح في انتخابات 2018 بين 15 و 20 ألف صوت إنتخابي. والتخوف يتأتى لدى المرشّحين السنة من تجربة 2018 التي حصر فيها ميقاتي الأصوات التفضيلية بشخصه ولم يجيّر منها حتى لتوفيق سلطان ألد أصدقائه.
وعليه فإن معركة تشكيل اللوائح التي من المفترض أن تنتهي بين آخر هذا الأسبوع وبدايات الأسبوع المقبل، فإن الأسماء السنّية على هذه اللوائح، إذا لم تحصل من ميقاتي على وعد الدعم الواضح والصريح، فمن المتوقع أن تدور بين هذه الأسماء حرب طاحنة بلا هوادة، لاستقطاب الصوت السني، في غياب ماكينات جامعة تدير الإنتخابات وتجيّر الأصوات والبلوكات الإنتخابية.
في السياق، لا يزال ميقاتي يدرس خيارات دعم اللوائح في دائرتي الشمال الأولى والثانية، وقد عقد اجتماعاً لكوادره الإنتخابية في بيروت قبل يومين، ولم يصدر عنه نتائج واضحة لجهة دعم اللوائح بشكل علني. لأن الأمر يرتّب عليه تأمين مبالغ مالية كبيرة ووضعها بالتصرف الأمر الذي يحاول تفاديه قدر الإمكان. ويسعى ميقاتي بشكل أساسي إلى ضمان وصول علي درويش وسليمان عبيد ومرشح آخر سماه النائب نقولا نحاس ليكونوا كتلته ويقوم شقيقه طه بحراك انتخابي منذ أسبوعين لحسم أمر الدعم وآليته ودعم هذه الأسماء.