قالت مصادر أميركية مطلعة بشكل مباشر على المحادثات النووية، إن البيت الأبيض أصبح قلقاً بشكل متزايد بشأن التداعيات السياسية للاتفاق مع إيران، خصوصاً فيما يتعلق بالحرس الثوري الإيراني وإزالته من قوائم الإرهاب، وبدأ في التراجع عن هذه الفكرة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لموقع “أكسيوس” إنه “لم يطرأ أي تغيير” على موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بتصنيف الحرس الثوري الإيراني “منظمة إرهابية”.
وبحسب المصادر، لم يوافق المسؤولون الإيرانيون على الالتزام علناً بخفض التصعيد في المنطقة، وهو شرط أميركي لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، كما قال مصدران أميركيان مطلعان بشكل مباشر على الموضوع ومسؤول إسرائيلي آخر.
وانتقد كبار الديمقراطيين بشكل علني هذه الخطوة الخطيرة أي إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، ومن بينهم السيناتوران بن كاردان وبوب مينينديز. كما أعرب الجمهوريون عن غضبهم من هذه الخطوة المحتملة.
ووصف ثلاثة من كبار مسؤولي الأمن القومي السابقين في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، هذه الخطوة بأنها “استسلام خطير”، وذلك في بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء.
من جهته، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: “سيعود الرئيس إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) إذا كان ذلك في مصلحة الأمن القومي الأميركي وإذا عادت إيران بالكامل إلى الامتثال بالتزاماتها النووية. ولا يزال هناك عدد من الفجوات العالقة في هذه المفاوضات”. وشدد على أن “عبء سد هذه الفجوات يقع على عاتق إيران”.
واقترب اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 من الاكتمال، لكن مطالبة إيران للرئيس الأميركي جو بايدن بالتراجع عن قرار الرئيس السابق ترمب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية هي واحدة من النقاط العالقة المتبقية.
وفي الأسابيع الأخيرة، تفاوض المبعوث الأميركي لإيران روبيرت مالي على ملف الحرس الثوري الإيراني بشكل غير مباشر مع الإيرانيين من خلال المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.
وكان أحد المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة في المفاوضات هو أن تقوم إدارة بايدن بإزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء مقابل التزام علني من إيران بخفض التصعيد في المنطقة. ولم يوافق الإيرانيون على الطلب الأميركي، وفقاً لما أكدته مصادر أميركية.
من جهته، قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية “إن إدارة بايدن ناقشت منذ فترة طويلة البدائل مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسرائيل ودول الخليج للتحضير لسيناريو لا عودة فيه إلى الاتفاق.