Site icon IMLebanon

هل “استوت” فكرة المؤتمر التأسيسي؟

كتب المحرر السياسي في IMLebanon:

مرّ كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من القاهرة بهدوء حول أنه، “ولأن اللبنانيين غير قادرين على الجلوس مع بعضهم البعض، يجب أن يكون هناك مؤتمر دولي كالطائف والجميع موافق على ذلك رغم صعوبة إجرائه”.

مرد الهدوء بحسب مصادر سياسية مطلعة أن البحث المعمّق يجري حول تأمين “الظروف المناسبة” لإجرائه، ولا خلاف حول المبدأ بعدما تيقّن الجميع سواء علناً أو ضمناً بأن إحياء “الطائف” بات من سابع المستحيلات لعوامل عديدة لا مجال لتعدادها. وتؤكد المصادر أن القرار الخليجي والسعودي تحديداً بالعودة إلى لبنان إنما ينطلق من إدراك المملكة بأنها لا يمكن أن تغيب عن لبنان في مرحلة قد تشهد تغييراً للنظام الذي رعته بشكل مباشر في مدينة الطائف قبل 33 عاماً.

وتشير المصادر إلى أنه، وإن اقتنع الجميع بحتمية الذهاب نحو مؤتمر تأسيسي جديد يشبه “الطائف” باعتراف صريح من البطريرك الماروني الذي لطالما كان يؤكد تمسكه بـ”الطائف”، إلا أن ذلك لا يعني على الإطلاق أنه تم التوافق على البديل.

وفي هذا السياق تتخوّف المصادر من أن تعني هذه الخلاصة أن ثمة حاجة إلى الذهاب إلى فراغ دستوري شامل عبر تطيير الانتخابات من دون التمديد لمجلس النواب، وذلك لفرض حتمية عقد مؤتمر تأسيسي للخروج من الفراغ القاتل الذي لن يكون بارداً، بمعنى أن هذا الفراغ قد يفتح الساحة الداخلية على أنواع عدة من الحماوة التي قد لا تبقى من دون فوضى ودماء بكل أسف.

لكن المصادر تشير إلى أن ما تقدّم ليس السيناريو الوحيد والحصري، إذ تعمل جهات داخلية وخارجية، وفي طليعتها فرنسا، على محاولة إتمام الانتخابات بأي ثمن كان، ليتم من بعدها الدعوة لعقد حوار وطني في باريس ينتج عنه التوافق على إدخال تعديلات أساسية على دستور الطائف بما يؤدي إلى تحديثه من دون الانزلاق إلى الفراغ والفوضى.

أي سيناريو هو الأرجح؟ تجيب المصادر: في 22 أيار المقبل يصبح الجواب مؤكداً…