كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
لا مؤشرات حتى اللحظة، عن أن بواخر الدعم الغذائي التركية التي تصل تباعاً إلى مرفأ طرابلس، لها خلفيات سياسية أو انتخابية، أكثر من البُعد الإنساني المساعداتي، الذي تبديه الحكومة التركية تجاه لبنان وشعبه ومؤسساته.
وبحسب المعلومات المتوافرة حتى الآن، فإن «بواخر المساعدات التركية التي تحط رحالها في مرفأ طرابلس، قد جاءت بناءً على طلب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أثناء لقائه الأخير مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تركيا، حيث تمنّى ميقاتي على أردوغان، دعم الحكومة اللبنانية والمؤسسات منعاً من انهيارها، وفي طليعتها المؤسسات العسكرية والأمنية». بناءً عليه، قررت الحكومة التركية إمداد لبنان بالمساعدات الغذائية، واستهلت ذلك من المؤسسات العسكرية والأمنية. فتركيا ترى في تماسك المؤسسات العسكرية في هذه الظروف بعداً كبيراً في الحفاظ قدر الإمكان على ما تبقى من الدولة الهشّة، وهو ما حاول ميقاتي تمريره أكثر من مرة لمضيفه الرئيس التركي حيث كان هناك توافق كامل بين أردوغان وميقاتي على هذه النقطة، وعلى دعم جهود الحكومة للنهوض بالدولة وقطاعاتها ومؤسساتها.
المساعدات التي وصلت وستصل، تتسلمها الهيئة العليا للإغاثة بشخص أمينها العام اللواء محمد خير كممثل عن الحكومة اللبنانية، وبحضور السفير التركي في لبنان، ويتم توضيبها لتوزيعها لاحقاً على القوى الأمنية، من دون أن يعرف حتى اللحظة من هي الجهات أو الجمعيات التي ستتولى التوزيع لاحقاً. وبحسب خبير شمالي في الشأن التركي والعلاقات التركية – اللبنانية، فقد جزم الأخير أن «لا علاقة لهذه المساعدات وما يُحكى عن تمدد تركي داخل لبنان وفي شماله بالتحديد، كما لا علاقة لها بالإنتخابات حتى لو أتت قبل أسابيع على موعدها. فليس لتركيا أي أجندة سياسية أو عسكرية في لبنان، وكل ما يروّج عن ذلك لا يعدو كونه تحليلات سياسية. فتركيا لا تريد الغوص في إشكاليات لبنان وتناقضاته، ولا تريد تعبئة فراغ سعودي على الساحة السنية، إذ لا مصلحة لديها بخلاف مع السعودية، كما أن لبنان ليس أولوية لدى تركيا كما لدى السعودية.. وما يهم تركيا هو الحفاظ على وحدة لبنان ومنع انهيار الدولة فيه».
أين المساعدات للمدنيين؟
وإذا كانت بواخر المساعدات التركية هذه والتي من المقرر أن تصل واحدة جديدة منها في الأيام المقبلة، ليست هي الأولى من نوعها التي ترسلها تركيا، فإن أصوات المواطنين في طرابلس والشمال من خارج المؤسسات العسكرية، بدأت تطرح التساؤلات حول المساعدات ولماذا لا تشمل الفئات المدنية من العائلات الفقيرة والمهمّشة في المدينة وخارجها، لا سيما على أبواب شهر رمضان المبارك؟ وهل هناك بواخر ستكون مخصصة لغير العسكريين؟ وفي محاولة لاستطلاع الأمر علمت «نداء الوطن» بأن هناك مساعدات في الفترة المقبلة ستكون مخصصة للأهالي في طرابلس.