IMLebanon

دريان: انتهى زمن الخوف… للذهاب الى الانتخابات!

اشار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى أنّنا “نشهد هدّم أو تهديم لكل ما بناه اللبنانيون في 100 عام ويقفون في وجه كل محاولات الإصلاح إذ هناك هدم للقضاء والقطاع المصرفي ولعلاقات لبنان مع الدول العربية ومحاولات يائسة للتعرض لهوية لبنان وانتمائه واعتداء على الدستور وهدم مبدأ الفصل بين السلطات”.

ورأى دريان في رسالة بمناسبة حلول شهر رمضان: هناك فرق كبير بين الجوع والتجويع فالجوع في الصوم هو طوعي إنّما التجويع يكون نتيجة سياسيات فاشلة وحكم وفاسد ونتيجة استهتار بحقوق الإنسان والمواطن والحرمان التجويعي هو ترجمة للفساد”.

واضاف: “إنّ الرسالة التي ينبغي بثها بهذه المناسبة، ذات ثلاث شعب، الأولى : شعبة التضامن بين اللبنانيين على كل المستويات. وهو تضامن ينبغي أن يتجلى التفافا من حول المؤسسات العاملة في الخير والمساعدة على الأرض اللبنانية. هناك تضامن مشهود مع اللبنانيين من العرب والعالم. وهو تضامن يستمر ما قبل جريمة تفجير المرفأ، رغم غيظ الجميع ويأسهم من الإصلاح ، بسبب الاستيلاء الغريب، وبسبب الفساد الفاقع . ليس هناك طرف يريد المساعدة إلا ويحرص على ألا يصل شيء من العون إلى أيدي السلطات الرسمية، للافتقار إلى الثقة والشفافية، والحاكمون لا يخجلون ولا يستحيون ، وقد تجمدت قلوبهم ورؤوسهم وضمائرهم . المهم ، أن علينا نحن اللبنانيين، أن نعنى بمؤسساتنا الخيرية والإنسانية ، فهي الدعامة الباقية للاستقرار والاستمرار. وبخاصة أن الاحتياجات ازدادت واتسعت ، والإمكانات والقدرات إلى تضاؤل ونفاد. يا ويلتاه على دور الأيتام والعجزة، والمؤسسات التعليمية والمستشفيات، وجمعيات العائلات، ومتطوعي ومتطوعات الرأفة والتعاطف والرحمة، وصناديق الزكاة، والإعانات الإنسانية!، الحمد لله أنه لا تزال بيننا فئات مقتدرة وقلوبها عامرة بالتعاطف والرحمة. وفي شهر الصوم، يكون علينا نحن المسلمين ، فتح الأيدي والقلوب والعقول ، لاستقبال نفحات العطاء والأجر من الرحمن الرحيم”.

وتابع دريان: “أما الشعبة الثانية أيها الإخوة الأفاضل: فهي شعبة الانتخابات، نعم، هناك سبيل سلمي باق أو مرجو، وعلى اللبنانيين سلوكه من دون تردد. كل اللبنانيين ينبغي أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع . يقول لنا كثيرون : وماذا يفيد ذلك ، والانتخابات قد لا تغير ، وأنا أقول كما قال الله تعالى : “إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون” ، وهؤلاء هم الذين لا يثقون بأنفسهم وبإخوانهم. وأي بديل مهما كان يحصل نتيجة الانتخابات ، أفضل من السلطة القاهرة والفاسدة . ويقول آخرون : لكن معظم المرشحين من الطينة نفسها، ومن منتهزي الفرص. وأنا لا أرى ذلك ، بل الذي أراه أن كثيرين من المرشحين القدامى والجدد، هم أهل همة وصلاح وإرادة في التغيير . الانتخابات أولا تضاهي في أهميتها شعار: لبنان أولا ، الذي نادينا به جميعا يوما ما. ولا تزال له الأولوية. والأولى القول الآن: إننا محتاجون إلى وطننا في هذه الظروف، أكبر من حاجة الوطن إلينا، وعلى أي حال، لا وطن بدون مواطنين. لكننا نتصور بلدنا وطنا عزيزا بدون متسلطين أو متسلقين، أو دعاة ميليشيات مسلحة “.

وأردف مفتي الجمهورية: “إن الشعبة الثالثة مع سبيل الانتخابات التغييرية: هي شعبة المبادرات الوطنية التي لا ينبغي أن تتوقف لجمع كلمة المصابين بهذه السلطة من اللبنانيين ، ومن طريق الحوار الوطني الجامع . وفي الجماعة تظهر أفكار كثيرة ، ومشروعات تشاورية ، لبحث البدائل والسير فيها، ولمناداة الأشقاء والأصدقاء ، فالتفكير الوطني يجلب التدبير الوطني . هم يريدوننا أن نسكت ونقعد في بيوتنا أو نهاجر  ونحن لا نريد أن نقوم بهذا أو ذاك  انتهى زمن التسليم وزمان الخوف  وانطلق وعد الثورة على الظالمين والمستبدين والفاسدين. نذهب للانتخابات معا، ونبادر لإنتاج البدائل معا. هم سلاحهم الفتنة والتخويف، ونحن سلاحنا الاجتماع والثقة بقدرة اللبنانيين على الإصلاح والإبداع فيه ؛ كما كان شأنهم دائما”.

الى ذلك، توجه الى السياسيين، قائلًا: “لقد حولتم لبنان بفسادكم إلى دولة تعاني الجوع والخوف والحرمان وبددتم أموال الناس ومدّخراتهم وأسرفتم في سوء الإدارة حتى عمت المجاعة بين اللبنانيين فيما أنتم تعانون التخمة في أكل مال الحرام”.

واشار دريان الى انه “حبذا لو يصومون عن الفساد وقول الزور ليمنحوا لبنان فرصة لتنشق الهواء الأخوي لكن ورغم كل الفساد المستشري والتعثر والفشل فإننا لن نيأس ولن نستسلم لتجويع الفاسدين آملين من الله أن يستجيب لدعائنا لنتخلص من هذه الزمرة الحاكمة”.

كما لفت الى أنّ “هناك تضامن مشهود مع لبنان من العرب والعالم رغم غيظهم بسبب الاستيلاء الغريب والفساد الفاقع وليس هناك من يريد المساعدة إلّا ويحرص على عدم وصول أي من هذه المساعدات إلى السلطة التي تحجّر رؤوس أفرادها”.

وختم دريان رسالته متوجها الى المسلمين: “يأبى رمضان إلا أن يكون وعدا وعهدا ، وميثاقا على الثقة وعلى الخير ، وعلى صنع الجديد والمتقدم . أنت تعمل الخير والود في رمضان للغير ، لكنك في الحقيقة تعمله لنفسك عند الله وعند الناس . اللهم إننا ندعوك سبحانك مع قدوم شهر رمضان ، شهر استجابة الدعاء أن ترزق أوطاننا السلم والأمن والأمان ، وأن تخرجنا من هذه المحن المستعصية، وأن تهب وطننا السكينة والطمأنينة ، إنك يا رب العالمين حكيم قدير. وأسأل الله سبحانه ، أن يجعله صوما متقبلا ، حافلا بالأعمال الصالحة ، وبنعم الله ورضاه. قال تعالى : “الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” . صدق الله العظيم. كل رمضان وأنتم بخير” .