خاص IMLebanon من موسكو:
“لقد تلقينا تحذيرًا ثانياً من الهيئة الروسية الناظمة للإتصالات. بعد هذا، نحن مضطرّون لوقف نشر الصحيفة على الموقع الإلكتروني، وعلى الورق – حتى نهاية “العملية الخاصة على أراضي أوكرانيا”. مع خالص التقدير ، محرري “نوفايا غازيتا”.
بهذا المقطع وَدَّعَت آخر صحيفة روسية معارضة جمهورها. الصحيفة التي تأسست في العام ١٩٩٣، في الأول من شهر نيسان على يد فريق صغير و تحولت في أقل من عشرين عاما إلى صوت “صارخ في البرية” الروسية. وصفها البعض بـ”صحيفة غورباتشوف” فيما هاجمها الكرملين بشكل شبه مستمر. إستهدفها رمضان قديروف وقام علناً بالتهديد بقتل مراسليها (ونجح في حالة أنَّا بوليتكوفسكايا) التي اغتالها مواطن شيشاني أمام مدخل منزلها لتغطيتها إنتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان، وقضايا شيشانية أخرى.
(نوفايا غازيتا) قامت بتغطية حرب بوتين على أوكرانيا من اليوم الأول، ولا يزال حتى اللحظة مراسلوها موجودين في عدد من مناطق أوكرانيا. الجدير بالذكر أن دميتري موراتوف رئيس تحرير الجريدة، وأحد مؤسِّسيها، حاز في العام الماضي على جائزة نوبل للسلام، الأمر الذي لم يَرُق لبوتين أبداً حين تبرع موراتوف بعائدات الجائزة المالية إلى صندوق خيري لمعالجة الأطفال كان قد أسَّسَه بوتين نفسه.
وبهذا يكون قد أُسدِل الستار على الفصل الأخير في ملحمة الصحافة المستقلة في روسيا بعد إغلاق تلفزيون “دوجد” و إذاعة “إخو موسكفي” المعارضتين، ليمارس بوتين ديكتاتورية شرسة تتيح له متابعة ارتكاباته