IMLebanon

الصورة المصيرية للبعض… هذا ما كشفه خبير احصائي

جاء في “الجمهورية”:

إذا كانت القوى الحزبية والسياسيّة على اختلافها قد اعتبرت الإستحقاق الانتخابي في 15 ايّار، مصيرياً، فإنّ قراءات المحللين الانتخابيين والإحصائيين تتقاطع عند التأكيد على أنّ هذا الامر هو الوحيد الذي لا تبالغ فيه الاحزاب، وهذا ينم عن قلق حقيقي لدى الأحزاب على اختلافها من أن تأتي الرياح في 15 ايار بغير ما تشتهي تحضيراتها وكل ما قامت به من تعبئة وشحن وتحريض منذ تشرين الاول 2019 وحتى اليوم.

وبحسب هذه القراءات «فإنّ الانتخابات مصيريّة فعلاً بالنسبة الى احزاب كثيرة ، وكذلك الى قوى سمّت نفسها سيادية وتغييرية، توهّمت انّها بعد انطلاقة انتفاضة 17 تشرين، قد استمدّت قوّة وعضلات من الشارع، فراهنت خطأ على قدرتها في إحداث مفاجآت وتحقيق متغيّرات تقلب الواقع السياسي والنيابي رأساً على عقب. وهو ما ظهر في الإحصاءات والدراسات التي أُجريت بأمانة وحيادية، وحتى تلك التي أُجريت «بناءً للطلب وبلا أمانة او حيادية» انّ كل ذلك التغيير المحكي عنه من سابع المستحيلات».

ويلخّص خبير انتخابي وإحصائي لـ«الجمهورية» ما سمّاها «الصورة المصيرية» لبعض الأطراف، حيث يحدّد لها خمسة مواضع أساسية:

الموضع الاول، ما بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوّات اللبنانيّة»، المتصارعين للتربّع على عرش التمثيل المسيحي، فالتطاحن الانتخابي بينهما اكثر من مصيري، وكلاهما مصطدم بحقيقة عدم قدرته على الحسم وحده، وبالتالي «حربهما الأساسية» ليس فقط عبر الجمهور الحزبي، بل في كيفية تجميع القوى المساندة من خارج الحزبين، التي من شأنها ترجيح كفة طرف على آخر. وبمعنى اكثر وضوحاً كلاهما يبحثان عن ربح بعضلات الغير.

الموضع الثاني، على خط الحراكات والشخصيات والقوى التي صنّفت نفسها تغييرية، والتي هي بالفعل أمام معركة مصيرية حقيقية وجدّية. ويبدو انّ معركتها صعبة جداً، وربطاً بما يحيط بها، وبعدم قدرتها على صياغة تحالفات قوية في ما بينها، وتشكيل لوائح موحّدة بين قوى الحراك، فإنّ هذه المعركة تبدو وكأنّها حُسمت سلفاً، وانّ لوائح الحراكات في 15 ايار، من الصعب جداً أن تردّ رأسمالها.

الموضع الثالث، على خط ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله»، حيث على الرغم من انّ هذا الثنائي هو الأكثر ارتياحاً من سائر القوى الحزبية على نتائجه، الّا انّه يعتبر الانتخابات مصيرية، ليس فقط ربطاً بالعناوين التي يطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري والسيد حسن نصرالله، بل ربطاً بأي محاولة لاختراق صفوفهما في أي دائرة. فأي اختراق بالنسبة اليهما في أي دائرة، يعادل الهزيمة في كل الدوائر. ومن هنا يجهد الطرفان لتحصين ساحتهما لمنع اختراقها. وخصوصاً في الجنوب، حيث انّ اطرافاً وبعض الأسماء، قد جُنّدوا ويجري تمويلهم لتحقيق حتى ولو خرق واحد في لوائح «امل» و»حزب الله»، يتّخذ منطلقاً للقول انّ الجدار الشيعي قد خُرق وجمهور الثنائي قد تراجع.

الموضع الرابع، على الخط السنّي، حيث تبدو الساحة السنّية الأكثر ارباكاً وتشتتاً على المستوى الانتخابي، في ظل ما أحدثه انكفاء الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» عن المشاركة في الانتخابات. وفي ظل تعدّد المتنافسين على وراثة الحريرية السياسية، بدءًا من بيروت الى صيدا وطرابلس وعكار والبقاع الغربي. وهذا ما يفسّر تعدّد اللوائح المتنافسة في كل الدوائر السنّية، الّا انّ ذلك لا يعني على الاطلاق ارتفاع نسبة المشاركة ضمن الطائفة السنّية على وجه الخصوص. كما لا يعني ايضاً وهنا الأهم، انّ هذه الوراثة ممكنة، فالحريري وتياره لم يخرجا من الحياة السياسية، وعودتهما ممكنة في أي وقت.

الموضع الخامس، انّ الباعث الأساس على وصف الانتخابات بالمصيريّة هو تيقن القوى الحزبية والسياسية بأنّ نسبة الاقتراع المتوقعة في انتخابات ايار 2022 ستكون الأدنى في تاريخ الانتخابات النيابية التي شهدها لبنان، وقد لا تزيد في أحسن الاحوال والتقديرات عن 35 % على مستوى كل لبنان. وكلما انخفضت نسبة الاقتراع انخفضت الآمال والتوقعات، وزادت احتمالات المفاجآت بالنسبة الى الاحزاب.