Site icon IMLebanon

“لِحقّي” يَنسحب من المعركة: لا نُريد إحباط الناس

كتب عمّار نعمة في “اللواء”:

شكل انسحاب تنظيم «لِحقّي» من المعركة الانتخابية مفاجأة في أوساط المتابعين لمجموعات الحراك المدني، خاصة وأن هذه المجموعة تركت بصمتها في غالبية التحركات منذ 17 تشرين الأول 2019 حتى اللحظة التي فجّرت فيها قرارها بالانسحاب.

صاغ التنظيم بيانه الانسحابي بدقة شديدة حملت خيبة أمل مما يحدث من تناتش على المقاعد أدى في بعض الدوائر الى انقسام المجتمع المدني الى مجموعات مدنية جعل مهمتها في مقارعة السلطة أكثر صعوبة، في موازاة تنظيم الأخيرة ودعمها المادي اللامتناهي.

فعشية اليوم الأخير من تسجيل اللوائح، أعلن «لِحقّي»  سحب مرشحيه في دوائر بعلبك، بيروت الثانية والشوف-عاليه، وهو لم يرشح أكثر من سبعة مرشحين وبذلك كان من الصعوبة بمكان ان يشكل لوائح بمفرده، هذا لو كان يرغب بذلك أصلاً.

في البيان يؤكد القيمون على التنظيم أنهم اختاروا العمل في هذه الدوائر ضمن حملات قاعدية تشاركية («شوف التغيير»، «عاليه التغيير»، «بيروت تقاوم»، «إئتلاف قوى التغيير في بعلبك الهرمل»)، «نخضع خلالها للمعايير السياسية والآليات الشفافة لاختيار المرشحين والمرشحات، ورفضاً لأساليب التقاسم والتحاصص ومساجلات الاحجام».

إلا ان الأمور أخذت منحى مختلف، حسب البيان، «حيث تمسكت مختلف القوى بأدوات العمل التقليدية التي لا تختلف عن أساليب أركان السلطة في الزبائنية والتحاصص، فتم استبعاد النساء مراراً، وأطلقت حملات تتعرض للخيارات الشخصية للمرشحين والمرشحات وعائلاتهم/ن، بالإضافة إلى الانجرار خلف خطاب التوحيد الذي أفرغ البرامج السياسية من مضمونها وغايتها لصالح الصورة الهشة، وفتحت اللوائح جيوبها لتمويل المنصات الانتخابية حيث انه يستحيل للمال الانتخابي أن يكون بالمجّان سياسياً».

يتابع البيان: ولما كان هدفنا من المشاركة في الانتخابات النيابية هو تكريس البرنامج السياسي أولاً وتقديم نموذج مختلف للعمل الانتخابي القاعدي التشاركي ثانياً، وبناء تحالفات ولوائح متماسكة ومتجانسة ثالثاً بهدف إيصال أكبر عدد من النواب التغييريين والتغييريات الى الندوة النيابية، فإن الفشل بتحقيق هذه الأهداف يجعلنا نختار الانسحاب ترشيحاً من هذا المسار حرصاً على رغبة أغلبية الناس بالتصويت للوائح موحدة انتقاماً من قوى النظام».

هذا البيان شديد الدقة في الصياغة يتمسك به القيادي في المجموعة بيار خوري في حديثه لـ»اللواء» شارحاً أسباب اختيار القرار الهام.

فالقرار يأتي من القاعدة عبر عملية تشاركية وتشاورية «ورأينا أننا وصلنا الى حائط مسدود في الدوائر وكان ضروريا أن نتخذ هذا القرار كوننا ننطلق من مصداقية في التعاطي أمام الناس ووضوح وشفافية وجذرية، ونحن نؤمن بمبادئنا ونذهب بها إلى الأخير بدلاً من الذهاب الى الأخير في التسويات والمفاوضات».

يحمل كلام «لِحقّي» مرارة كبيرة وإدانة عامّة حتى لمجموعات حراكية، لكن خيبة الأمل عند مؤيدي «الثورة» يرد عليها خوري براحة ضمير، «فقد رفضنا المساومات فوق وتحت الطاولة والتباين الكبير في المبادىء والتجاهل للمبادىء، والوصول في حد ذاته ليس هدفنا بل نريد البناء قبل الوصول على أسس واضحة.

سنقوم بتقييمنا الداخلي ومستمرون في العمل السياسي الذي لا ينتهي بانسحبنا من الانتخابات، يقول خوري. فالأمور ستسير في شكل طبيعي وسنكمل المسار الذي بدأناه بعد تقييم لكل هذه الحقبة وعلى أساسه تتضح الصورة في المستقبل.

هو يؤكد أن لا تشظي في التنظيم بل على العكس وحدة وصلابة ويعود للدفاع عن قرار المجموعة: لقد اتخذنا مواقف جريئة ولمصلحة الناس ولا نريد أن ندخل في بازار انتخابي ونرفض الانقسامات التي حصلت في بعض الدوائر كمل في بيروت، فلأجل ماذا نترشح؟ وبأي صورة؟ ومن سنوصل معنا؟ هل الهدف إحباطاً جديداً للناس؟

يضيف خاتماً: لقد رفضنا التحالفات الهجينة والبعد عن المبادىء وتولية المقعد على الأفكار والبرنامج، وكل ما لا ينحاز إلى الناس ومصالحها نرفضه، فنحن لا نريد إيصال أناس لا يشبهوننا بل نريد تغييراً حقيقياً في البلد سنتابع مساره بغض النظر عن عدم ترشحنا للانتخابات.