كتب هيثم زعير في “اللواء”:
اضطر رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى التدخل لإنقاذ صهره رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بعدما فشل بجمع مُرشحين حزبيين من «التيار» في لائحة واحدة عن المقعدين المارونيين في قضاء جزين، في الدائرة التي تضُمها مع صيدا، الأمر الذي هدد «التيار» بعدم إمكانية تأمين حاصل في الانتخابات النيابية المُقرر إجراؤها، يوم الأحد في 15 أيار 2022.
فقد فشل باسيل، خلال الاجتماع المُطول الذي عقده ليل أمس الأول (الأحد) لتشكيل اللوائح، بجمع النائب السابق أمل أبو زيد مع النائب الحالي زياد أسود في لائحة واحدة لـ«التيار البرتقالي» في جزين، حيث رفض أبو زيد ذلك.
لم يتمكن باسيل من أن يحظى بالمونة داخل «التيار» الذي يرأسه.
فخلال الاجتماع الذي خصصه لوضع اللمسات الأخيرة على لوائح «التيار»، مُنطلقاً من المُرشحين الـ21 الذين أعلن ترشيحهم ونسج التحالفات، كان يصله قرار أبو زيد سحب ترشيحه مُرفقاً بتسجيل صوتي، أشار فيه إلى رفضه «الترشح مع من لم يُسمه» (في إشارةٍ إلى أسود)، تنفيذاً للقرار الذي اتخذه، التزاماً بما تعهد به، بأن لا يكون على اللائحة ذاتها التي تضمه وأسود، ويُساهم بالأصوات التي سينالها بإيصاله إلى الندوة البرلمانية، لأنه لا يُمثل قناعاته وخياراته والناخبين الذين منحوه أصواتهم.. فوصلت الرسالة إلى من يعنيهم الأمر.
في ضوء ذلك، فإن الخناق ضُيق على لائحة «التيار»، لعدم تمكنه من تأمين الحاصل الانتخابي، حيث نشطت الاتصالات لمعالجة الأمر، والعمل على تأمين حليف صيداوي وازن!.
وفي هذا الإطار، علمت «اللواء» من مصادر موثوق بها أن الاتصالات تكثفت بشكل سريع، وتوجت بعقد الرئيس عون اجتماعاً في القصر الجمهوري شارك فيه النائب باسيل ورئيس اتحاد بلديات منطقة جزين خليل حرفوش، قبل أن ينضم إلى المُجتمعين النائب السابق أبو زيد، خلص إلى التوافق على تشكيل «لائحة التيار الوطني الحر»، وتضم: أبو زيد وأسود والنائب الدكتور سليم خوري في جزين، وعن المقعدين السنيين في صيدا: رئيس «المنظمة اللبنانية للعدالة» والرئيس السابق للمكتب السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في لبنان الدكتور علي الشيخ عمار و«البعثي» السابق محمد شاكر القواس.
وكان له ما أراد بضمه إلى لوائح، بينها خصومة مع مكوناتها، في طليعتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث ضمت اللائحة مُرشحه عضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل» الدكتور قبلان قبلان عن المقعد الشيعي مع مُرشح «الوطني الحر» عن المقعد الماروني شربل مارون، وأيضاً ضمت نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الذي كان عرضة لهجوم مُتبادل من مسؤولي «التيار البرتقالي».
كذلك منح «حزب الله» في اللائحة التي شكلها بالتحالف مع حركة «أمل» عن دائرة بعلبك – الهرمل المقعد الكاثوليكي لمُرشح «التيار البرتقالي».
إصرار باسيل على ترشيح أسود، يعود للحاجة إليه لاستخدامه بالاستفادة من هجومه على الخصوم ولاستمراره بالدفاع عن «العهد القوي» ومشاريعه.
إلى ذلك، فإن «حزب الله» الذي أبلغ الرئيس بري دعم مُرشحه عن المقعد الماروني في قضاء جزين النائب إبراهيم عازار، مُلزم بمنح أصوات حزبييه ومناصريه مع حركة «أمل» وما تُمثله الكتلة الشيعية الناخبة، التي تبلغ حوالى 14 ألف ناخب، كان قد نال منهم عازار في الانتخابات الماضية 6665 صوتاً من بين 7 آلاف اقترعوا.
كما أن الحزب ليس بمقدوره تمرير أي صوت للائحة تضم أسود، منعاً لإزعاج حليفه الرئيس بري، الذي لم يسلم من هجومه!