Site icon IMLebanon

التوتر الأمني يعود إلى طرابلس: الفوضى تُسابق الإنتخابات

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

بدا أمس وقبله أن صوت الفوضى في مدينة طرابلس، أقوى بكثير من صوت الإنتخابات النيابية. وبينما كان وزير الداخلية والبلديات الطرابلسي بسام مولوي يعلن إقفال باب تسجيل اللوائح ويحدد أعدادها، كانت مدينته تشتعل بالنيران والمعارك من «باب تبانتها». طرابلس التي يغيب عنها الحماس الشعبي بالرغم من إقفال باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية، وبلوغ عددها في دائرة الشمال الثانية التي تضم قضاء طرابلس 11 لائحة، استعادت هدوءها الحذر صباح أمس بعد موجة من العنف الدامي، إثر إشكال مسلّح بين عائلتين في منطقة التبانة، أدى إلى سقوط قتيلين أحدهما طفل.

لكنّ هذا الهدوء لم يدم طويلًا، فقد اشتعلت منطقة «الحارة البرانية» ودار فيها إشكال عائلي مسلح جديد، استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والقنابل، وشهدت المنطقة انتشاراً واسعاً لعناصر الجيش اللبناني لملاحقة مطلقي النار. إشكالات بداية أيام رمضان الأولى جاءت في ظروف معيشية واقتصادية صعبة تعيشها طرابلس، ولم يفهم أحد لماذا اندلعت، ومن أين كل هذا السلاح والرصاص الذي استعمل فيها، في أفقر مدينة؟ أحداث اليومين الأخيرين في طرابلس لا يمكن اعتبارها أحداثًا عادية، سيما وأن هذه الإشكالات العائلية القديمة، تتجدد الآن، واللافت في الأمر هو الإستخدام المفرط فيها للرصاص بكثافة، حيث أن مجموع ما أطلق من رصاص وذخائر قادر على إعادة إحياء المنطقة برمّتها. فإشكال التبانة قبل يومين يمكن اعتباره جولة عنف كاملة، تماماً كجولات العنف الـ 21 قبل سنوات، مع فارق أنها لم تعد حرب «تبانة – جبل» إنما حرب «تبانة – تبانة» وبين عائلات المنطقة الواحدة.

مع أحداث العنف الجديدة في طرابلس لم يعد السؤال: من يريد أن يجعل من طرابلس ساحة معركة، أو عن الجهة التي تريد جعلها صندوق بريد. فالأحداث تخطت هذه المرحلة، والإشكالات الطرابلسية المتنقلة بين منطقة وأخرى مع بدايات رمضان، تطرح جملة تساؤلات، حول الجهة المستفيدة من كل ما يحصل؟ ومن يريد توتير الأجواء في هذا الظرف؟ وما هو المغزى منها في السياسة؟ وهل هناك سيناريو أمني ما لتطيير الإنتخابات بدأ التحضير له؟ والبروفا دائماً لأي توتير أمني ينطلق من طرابلس؟