كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:
اتهمت «القوات اللبنانية» رئيس الجمهورية ميشال عون بمحاولة استغلال زيارة مرتقبة للبابا فرنسيس للبنان انتخابياً.
وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت أول من أمس الثلاثاء أن البابا سيزور بيروت في حزيران المقبل. لكن ماتيو بروني، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، رد على هذا الإعلان، قائلاً إن «الزيارة لا تزال فرضية قيد الدرس».
وسرعان ما كتب رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر «تويتر»، قائلاً: «زيارة البابا فرنسيس ليست للاستثمار الانتخابي الرخيص، نريدها رافعة أمل ورجاء لخلاص الشعب اللبناني القابع في قعر جهنم. احترموا الأصول ولا تقحموا الحبر الأعظم في الاستغلال السياسي والشعبوي السخيف».
وقال قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «مجرد الإعلان عن الزيارة هي خطوة مخالفة للأصول، إذ يجب أن يكون الإعلان الرسمي من الفاتيكان أو في بيان مشترك بين الطرفين»، واضعاً الأمر في خانة «الاستغلال الانتخابي والسياسي لتعويم وضعهم وموقعهم السياسي والقول إن الرئيس عون نجح في دعوة البابا إلى زيارة بيروت، علماً بأنه أعلن سابقاً أنه ينوي المجيء إلى لبنان». وذكّر قيومجيان بزيارة عون إلى الفاتيكان الأخيرة، قائلاً: «لا ننسى محاولة الرئيس عون التسويق ضمناً للتحالف مع (حزب الله) في روما والادعاء أن تحالفهما هو لحماية الوجود المسيحي».
في المقابل، جددت مصادر مقربة من الرئاسة التأكيد على حصول الزيارة، معتبرة أن الذين ينتقدون الإعلان عنها يركّزون على الشكل ويتجاهلون أهمية حصولها. وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «سفير الفاتيكان في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتري أبلغ الرئاسة بحصول الزيارة واتفقنا على الإعلان عنها في شهر حزيران من دون تحديد التاريخ، وذلك بعدما انتشر الخبر في الإعلام ومنعاً لحصول اللغط». وشددت المصادر على أنه «كالعادة سيتم تشكيل لجنة مشتركة من البلدين لترتيب تفاصيل الزيارة، ثم يعلن عن اليوم تحديداً والبرنامج». من هنا تعتبر المصادر أن ما قاله مدير الصحافة في الفاتيكان لا يتعارض أو يتناقض مع ما أعلنته الرئاسة، داعية إلى «التركيز على أهمية الزيارة»، ومذكرة بأن «الإعلان عن تلبية البابا للزيارة جاء بعد شهر واحد على دعوته من قبل الرئيس عون».
ورحب مجلس المطارنة الموازنة بزيارة البابا. وأعرب المطارنة في بيان بعد اجتماعهم الدوري عن «فرحهم بإعلان زيارة قداسة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى لبنان في شهر حزيران المقبل. وفي انتظار إعلان تفاصيل البرنامج الرسمي، يسألون الله أن يباركها ويحقق أمنيات البابا بما فيه خير لبنان واللبنانيين».
كذلك رحّب مجلس المطارنة الكاثوليك في بيان بـ«رغبة البابا فرنسيس زيارة لبنان في شهر يونيو المقبل». وعبّروا عن تطلّعهم إلى أن «تكون هذه الزيارة نقطة تحوّل في تاريخ لبنان ينتقل على أثرها إلى نهضة حقيقيّة في مختلف الميادين».