Site icon IMLebanon

قلق مشروع على مصيرها: الانتخابات مضبوطة على ساعة ايران!

جاء في “المركزية”:

كل شيء يدل على ان الانتخابات حاصلة في موعدها المحدد في 15 ايار المقبل. غير ان ثمة من يخشى مفاجآتٍ غير سارة في ربع الساعة الاخير الذي يسبق الاستحقاق، قادرة على اطاحته وتطييره.

هذه المخاوف مشروعة في بلد المفاجآت غير السعيدة “لبنان”، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، خاصة وأن إيقاع الحركة السياسية في البلاد ليس مضبوطا على الساعة اللبنانية، بل الايرانية. ففي رأيها، حزب الله الذي يملك اليوم الاكثرية النيابية في البرلمان والمهيمن على كل المؤسسات الدستورية في البلاد من رئاسة الجمهورية وصولا الى السراي، والاقوى عسكريا وديموغرافيا في الداخل – هو الوحيد القادر على التحكّم بالاستحقاق ومصيره.

حتى اللحظة، هو لا يمانع حصول الانتخابات وقد بدأ يعدّ العدّة لها منذ اسابيع، كما انه يتطلّع الى ان تكون مناسبة تتيح له التمديد لسيطرته مع حلفائه على القرار اللبناني، وفرصة لكسب مشروعية “دوليّة” بعد ان بات الخارج يشكّك في كونه فعلا الاقوى في الداخل خاصة بعد ثورة 17 تشرين والتي وصلت الى عمق المناطق الشيعية، جنوبا وبقاعا. كما ان حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري يدفع في اتجاه اجراء الانتخابات بعدما تبلغ من بعض القوى السياسية عزمها تقديم استقالة نوابها في ما لو لمتحصل الانتخابات لا سيما نواب المستقبل واللاشتراكي والقوات اللبنانية، ما يعني عمليا تطيير المجلس النيابي الحالي.

لكن “ايجابية” الضاحية هذه قد تتبدل في اي ثانية، تتابع المصادر. فاذا كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر اليوم ان لا مانع من اجراء الانتخابات، فإنها قد تغيّر رأيها هذا غدا، خاصة اذا لمست مثلا ان ثمة تضييقا اميركيا عليها او عزلة اوروبية تشتد عليها، وايضا اذا لم تسر رياح مفاوضات “فيينا”، بما تشتهي “سفنها”.

ففي هذه الحال، قد تُضطرّ ايران الى جمع اوراق قوّتها من جديد، للدخول في فصل اضافي من فصول كباشها مع واشنطن والغرب. ومن ضمن هذه الاوراق، ستكون طبعا “الانتخابات النيابية اللبنانية”. وعليه، قد يضطرّ حزب الله الى عرقلة الاستحقاق، الذي يؤمّن انتقالا للسلطة، طبيعيا وسلسا وهادئا في اي بلد، فيطيّره ويزرع الفوضى في لبنان، لتعود ايران وتفاوض المجتمعَ الدولي – والاخير بغنى عن اي بؤر توتر جديدة في المنطقة والعالم – على اعادة الهدوء الى ربوعه، مقابل تنازلٍ ما، من قِبل العواصم الكبرى.

كيف يمكن ان يحصل نسفُ الاستحقاق؟ لا اجوبة واضحة والسيناريوهات كثيرة لكنها كلّها مُقلقة، ولها أبعاد أمنيّة لا تطمئن، قد تتكرر فيها الاحداث الخطيرة التي شهدتها فترة ما بعد انتفاضة الاستقلال عام 2005، او قد تنطلق من الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الضاغطة لتفجّر فوضى في الشارع، غير ان ذريعة تأمين الكهرباء يوم الاستحقاق، والذي يتحدّث عنه منذ مدّة إعلام الممانعة، ممكن اللجوء اليها (خاصة وأن هذا القطاع بيد حلفاء الحزب)، الا ان متابعة وزارة الداخلية للقضية، ومساعداتِ المجتمع الدولي في هذا الاطار، قد يُحبطانها…

فلنأمل اذا، ان يسير قطار مفاوضات فيينا على السكة الصحيحة والا يتعرّض لأي حوادث تُخرجه عن مساره قبل 15 ايار، تختم المصادر.