Site icon IMLebanon

دائرة بيروت الأولى: تحالف بين “تيار العتمة” و”مافيا المولدات” (بقلم جورج-أنطونيو شمعون)

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار، تكشفت تركيبة اللوائح الإنتخابية وتحالفات الأحزاب ومجموعات “التغيير” بعد انتهاء مهلة تسجيل اللوائح يوم الإثنين الفائت. وعلى الرغم من وجود العديد من الملاحظات والتساؤلات حول كيفية نسج التحالفات بين مختلف الأفرقاء، توقف المتابعون امام دائرة بيروت الأولى وبخاصة لائحة “كنا ورح نبقى لبيروت”، التابعة لـ”التيار الوطني الحر” بسبب تحالفه مع ممثل عريق لـ”مافيا” المولدات، وهو المرشح عن مقعد الأقليات شمعون نعيم شمعون. فأين القاسم المشترك بين “الوطني الحر” وشمعون شمعون؟ وهل يمكن لأبناء بيروت الأولى التصويت لهذه اللائحة؟

كيف يمكن لـ”الوطني الحر” عدم التحالف مع شمعون شمعون، وهما يتشاركان زيادة المأساة على المواطنين وتتلاقى مصالحهما على عدم تأمين التيار الكهربائي. فالأول يستحق عن جدارة لقب “تيار العتمة” بعد أن عجز عن تحقيق الوعود، التي أطلقها طوال السنوات الماضية ، بتأمين الكهرباء 24/24 تحت حجة “ما خلّونا”، ويخوض المعركة الانتخابية مع الأطراف التي عرقلته “حركة أمل” فقط بهدف استجداء عدد من المقاعد بواسطة حليفه اللاوطني “حزب الله” ولـتأمين وصول رئيسه الغنيّ عن التعريف في الساحة الإقليمية والدولية جبران باسيل ليس لإنجازاته بل لمسيرته التي توّجها بالعقوبات الدولية. أمّا الطرف الآخر، فهو يتبع لمنظومة “مافيا المولدات” التي يرأسها عبدو سعادة، وهو بدوره و لسخرية القدر، مرشح عن المقعد الماروني في دائرة جبل لبنان الثالثة وفق “برنامج إصلاحي”.

هي “مافيا” زادت من معاناة اللبنانيين في الفترة الأخيرة مع تقنين قاسٍ وغير مفهوم تحت حجة الخسارة وعدم تحقيق الربح الكافي، متناسين إنهم حققوا أرباحًا طائلة وقياسية على حساب المواطنين، لفترة طويلة من الزمن مستفيدين من غياب الدولة ووزراء الطاقة الفاعلين أصحاب الكفاءات لا الشعارات كوزراء “تيار العتمة”، ذلك مع الإشارة الى أنّ أصحاب المولدات هم بالأساس فئة “غير شرعية”.

وبالعودة الى المرشح “التغييري” شمعون شمعون، وخلال إحدى حلقات برنامج “فوضى” مع الإعلامي جو معلوف، ظهر امتعاض عدد كبير من أبناء الأشرفية بسبب مخالفاته الجسيمة وعدم التزامه بقرارات وزارة الاقتصاد، و كان يهدّد المشتركين المعترضين على تصرفاته بقطع الاشتراك وحرمانهم من الكهرباء سابقًا، فما المانع من التضييق عليهم اليوم في حالة عدم التصويت له وإيصاله الى الندوة البرلمانية لتمثيل “صوت أبناء بيروت الأولى”.

إنطلاقًا مما سبق، يمكن الاستنتاج أنّ الحليف الحقيقي لـ”التيار الوطني الحر” والأقرب الى سياسته هو “مافيا المولدات”. فما هي الوعود التي ستطرحها هذه اللائحة على الناخبين، وهل يستطيع أركانها تحقيق الإنماء لأبناء بيروت الأولى؟ ما موقفهم من انفجار الرابع من آب الذي دمّر قلب بيروت؟ والأهم من ذلك، هل سيكررون الوعد بتأمين الكهرباء؟ أمّا السؤال المطروح والامتحان الحقيقي للناخبين في دائرة بيروت الأولى، فيبقى ما الدافع للاقتراع لهذه اللائحة الممثلة بأركان الفساد والتسلط والسرقة التي يجوز تسميتها بلائحة “تحالف العتمة الشاملة”؟