يكثف المرشحون اليوم الخميس 7 نيسان 2022، من تحركاتهم من أجل المنافسة الأخيرة، مع اقتراب انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية، لاسيما بين المرشحين الأوفر حظاً للفوز، الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، وسط تخوفات من امتناع نسبة كبيرة من الفرنسيين عن التصويت.
الحملة التي تنتهي رسمياً منتصف ليل الجمعة 8 نيسان 2022، أمام المتنافسين الـ 12 لدخول قصر الإليزيه، تحديان رئيسيان هما حشد أنصارهم فيما تخيم مخاوف من نسبة امتناع عن التصويت عالية قد تقارب النسبة القياسية المسجلة في 2002 (28,4%) أو تتجاوزها، والسعي إلى استمالة المترددين، وهم يشكلون ثلث عدد الأشخاص الذين من المؤكد أنهم سيصوتون.
الانتخابات الفرنسية التي ستنطلق الأحد المقبل، تأتي في جو دولي متوتر مع الحرب في أوكرانيا وتداعياتها والتي لها آثار ملموسة على الحياة اليومية للفرنسيين، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، كما تنظم الانتخابات على خلفية وباء كوفيد-19.
تحركات الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون والذي يعتبر المرشح الأوفر حظاً للفوز مع 27% من نوايا الأصوات في الدورة الأولى وفائزاً في الدورة الثانية بحسب استطلاعات الرأي، توجه مساء الأربعاء 6 نيسان إلى قراء صحيفة “أوجوردوي إن فرانس-لو باريزيان”، ووعد بتعديل رواتب التقاعد بحسب التضخم “اعتباراً من هذا الصيف”، مؤكداً في الوقت ذاته أنه يجب إصلاح هذه المعاشات في الخريف.
ونقلت وكالة فرانس برس عن عضو مسؤول من الغالبية الرئاسية، قوله: “هدفنا أولاً هو تعزير تقدمنا، وتجنب تقدمه مارين لوبان في الدورة الأولى”.
وقال المسؤول: “يجب إدراك أنه في حال انتخابها، سيتعين على مارين لوبان إدارة حرب وأزمة كبرى وسيكون لدينا حجج حقيقية حول برنامجها، لا سيما في الشق الاقتصادي”
في برنامجه الانتخابي، وعد الرئيس المنتهية ولايته بخفض الضرائب والعودة إلى التوظيف الكامل، لكن المسؤول أضاف أن الحملة بين الدورتين تحسباً لتكرار المواجهة بين ماكرون ولوبان كما حصل في 2017 مع فارق أضيق بينهما، “ستكون عنيفة جداً”، على حد قوله.
من جهتها، تعقد مرشحة اليمين المتطرف التي عملت كثيراً لتلميع صورتها رغم أن مشروعها يبقى “متطرفاً” على صعيد الهجرة والمؤسسات، آخر تجمع لها في أكبر معقل للتجمع الوطني في بيربينيان بجنوب فرنسا.
وتسعى مارين لوبان التي حققت تقدماً كبيراً في استطلاعات الرأي في الأيام الماضية لتصل إلى حوالي 21 و22%، حشد قاعدة ناخبة شعبية في مواجهة التهديد بالامتناع عن التصويت تشير إليه استطلاعات الرأي وقد يكون كبيراً لدى الطبقات المتواضعة.
أما مرشح حركة “فرنسا الأبية” (يسار راديكالي) جان لوك ميلانشون فهو مصمم على بلوغ الدورة الثانية وسجل ارتفاعاً في نوايا التصويت في الأيام الماضية ليصل الى 16% ويكثف جهوده أيضاً من خلال التجمعات العامة- على الأقل تجمع في كل دائرة- يديرها مسؤولو الحملة.
كما أن مرشح حزب البيئة يانيك جادو مصمم على الظهور وسيتوجه إلى نانت حيث يعقد مساء اليوم الخميس آخر تجمع انتخابي له.
بينما تخوض مرشحة “الجمهوريين” (يمين) فاليري بيكريس ومرشح اليمين المتطرف إريك زمور (استرداد!) وكلاهما يسجل 8 إلى 9% من نوايا التصويت معركة شديدة بهدف إعادة تنظيم معسكريهما، حيث ستعقد بيكريس لقاء عاماً مساء اليوم الخميس في ليون (شرق)، فيما يعقد زمور تجمعاً في باريس.
ويعقد الشيوعي فابيان روسيل الذي نال نسبة 5% أو أقل من نوايا التصويت وهي العتبة التي تخوله الحصول على نفقات حملته، تجمعا في ليل (شمال شرق) والاشتراكية آن إيدالغو في روان (شمال) ومرشح أقصى اليسار فيليب بوتو في تولوز (جنوب غرب).
بينما يفكر الحزب الاشتراكي، بفترة ما بعد الانتخابات الرئاسية، حيث أقر مسؤول في حملة آن إيدالغو التي تنال ما بين 2% و3% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي بأن “الحزب الاشتراكي فقد جاذبيته، لقد أمضينا الكثير من الوقت في تقييم فترة الخمس سنوات” من رئاسة فرنسوا هولاند.
وأضاف: “الحزب الاشتراكي الذي انطلق من مؤتمر ايبيناي، يقترب من نهاية تاريخه، لقد أنشئ في إطار خاص جداً”، موضحاً “تغيير الاسم.. ربما يجب أن يكون ذلك نتيجة تحرك سياسي”.