وصفت دبلوماسية أميركية كبيرة خط الأنابيب المقترح لنقل الغاز من منطقة شرق البحر المتوسط إلى الأسواق الأوروبية، عبر إسرائيل وقبرص واليونان، بأنه “غير مجدٍ”، مؤكدة أن “أوروبا في حاجة لأن تجد في أقرب وقت ممكن مصادر بديلة للطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا”.
حيث قالت فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، الخميس 7 نيسان 2022: “الفكرة هي بناء خط أنابيب طويل للغاية في مياه شديدة العمق على مدى أكثر من عشرة أعوام، ونعتقد أنه باهظ التكلفة، وغير مجد اقتصادياً، وسيستغرق وقتاً طويلاً جداً”.
فيما أضافت فيكتوريا، في تصريحات صحفية في العاصمة القبرصية نيقوسيا، عقب محادثات مع رئيس إدارة قبرص الشمالية نيكوس أناستاسيادس: “بصراحة.. ليس لدينا عشرة أعوام”.
كما أوضحت أن دول المنطقة أدركت أن الاعتماد على النفط والغاز الروسي “رهان سيئ للغاية”، بعد هجومها الأخير على جارتها أوكرانيا، منوهة إلى أن “مشروع خط أنابيب شرق البحر المتوسط لن يتمكن في الوقت الحالي من نقل الغاز إلى أوروبا، التي تحتاج إلى فطام نفسها سريعاً عن الطاقة الروسية”.
فيكتوريا أردفت: “في غضون هذه السنوات العشر نريد أن نكون أكثر اعتماداً على مصادر الطاقة المتجددة، وأكثر تنوعاً في مصادر الطاقة؛ لذا فإن ما نبحث عنه في سياق الهيدروكربون هو خيارات يمكن أن توفر لنا المزيد من الغاز، والمزيد من النفط، خلال هذه الفترة الانتقالية القصيرة”.
ونوهت الدبلوماسية الأميركية إلى أن واشنطن وشركاء إقليميين، بينهم إسرائيل واليونان وتركيا، يبحثون عن طرق بديلة لنقل الغاز إلى الأسواق الأوروبية.
في حين زاد التركيز على حاجة أوروبا لتنويع مصادر الغاز بعيداً عن روسيا، بسبب غزو موسكو لأوكرانيا. ويعتزم الاتحاد الأوروبي خفض اعتماده على الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام، وإنهاء كافة واردات الوقود الروسية بحلول عام 2027.
كانت قبرص وإسرائيل واليونان تدرس إنشاء خط أنابيب بطول 1900 كيلومتر، يربط اكتشافات الغاز في شرق المتوسط بأوروبا، لكن المشروع تعثر بعد سحب الولايات المتحدة دعمها السياسي للمشروع، في شهر كانون الثاني الماضي.
بينما من المنتظر أن تتخذ البلدان الثلاثة هذا العام قراراً بخصوص جدوى خط الأنابيب (إيست ميد)، الذي تبلغ تكلفته 6 مليارات دولار، لنقل الغاز الطبيعي، الذي يستخدم لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء ولأغراض صناعية، من الرواسب التي اكتشفتها اليونان وإدارة قبرص الجنوبية مؤخراً قبالة سواحل إسرائيل.
يشار إلى أن اليونان وإدارة قبرص الجنوبية، العضوتان في الاتحاد الأوروبي، كانتا قد وقعتا اتفاقاً عام 2020 للمضي قُدماً في التخطيط لخط الأنابيب، ولكن موقف إدارة بادين قد يؤدي إلى تأجيل أو إلغاء هذا المشروع.
يذكر أن البيت الأبيض صرح، يوم الثلاثاء 5 نيسان الجاري، بأن الولايات المتحدة ستواصل استكشاف سبل للمساعدة في إنهاء اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية، بما يشمل الطلب من دول آسيوية توريد المزيد من الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: “إحدى الخطوات التي اتخذناها بنجاح، والتي سنواصل البناء عليها، هي أن نطلب من دول في آسيا لديها غاز طبيعي مسال أو فائض في طاقة إنتاج الغاز المسال لتقديم ذلك لأوروبا”.
موقف إدارة بايدن قد يؤدي إلى تأجيل أو إلغاء المقترح الخاص بنقل الغاز من منطقة شرق البحر المتوسط إلى الأسواق الأوروبية عبر إسرائيل وقبرص واليونان.