ترأس البطريرك يوحنّا العاشر صلاة النوم الكبرى في كنيسة السيّدة للروم الأرثوذكس في بلدة رماح – عكار، بدعوة من راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور،
شاركه كل من راعي أبرشية جبيل والبترون وما يليهما المتروبوليت سلوان موسي، أسقف صافيتا ديمتري شربك، وكيل مطران عكار في طرطوس الأرشمندريت ألكسي نصور، رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ الأرشمندريت رومانوس الحناة، عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي – البلمند الأرشمندريت يعقوب خليل ولفيف من الكهنة والشمامسة، وفاعليات وحشد من المؤمنين.
وبارك البطريرك الجميع “في هذه الظروف الصعبة” والقى كلمة تمحورت حول عبارة “لأن الله معنا”، وقال: “عندما نرى وجوها مضيئة كوجوهكم، نشعر بتعزية كبيرة أمام التحديات الراهنة التي تقودنا إلى التمعن بعبارة لان الله معنا من زوايا عدة، وأنتم تعلمون علم اليقين أن عالمنا يمر بخضات وأزمات واضطرابات وعدم استقرار، فكيف اذا تحدثنا عن لبنان الذي تحيطه صعوبات جمة صحية واقتصادية واجتماعية تتراكم يوميًا وتشتد”.
وتابع: “الصعوبات التي نتحدث عنها تزول أمام عبارة لان الله معنا، لذلك يجب أن يسأل كل واحد منا نفسه كيف السبيل ليكون الله معي؟ الجواب هو أن الله يكون معنا عندما نتحلى بالرجاء، ونعود إلى ذواتنا، ونرفض كل ما هو ارضي، ونبتعد عن أعمال الظلمة. لقد تعلّمنا من آبائنا وأجدادنا لغة الصمود، المحبة، التضامن والتغلّب على الصعوبات بالإيمان الصلب، وهذا ما يجب علينا التمسك به اليوم وننقله من جيل الى جيل، لأننا نؤمن بوطننا، وأرضنا وعائلاتنا، فلا تخافوا لبنان سيتعافى وهذا ما نصلي ونعمل من أجله وسنبقى على هذا الرجاء”.
وقال: “لـتدشين قاعة الكنيسة دلالة روحية ووطنية، تتجلى بأن الكنيسة صامدة رغم كل الظروف، وشعبها صامد يبني، يتابع، يستمر ويبذل ذاته من أجل التمسك بالقيم والمبادئ على أرض عشقها وآمن بها”.
وختم: “أشكر الله على كل نعمه، وأدعو لكم بالصحة والقوة وان تذكرونا دائما بصلواتكم التي نحتاج إليها دائما في كنيستنا الأنطاكية العظيمة. وأنا أشهد شهادة حق المطران باسيليوس منصور وندعو له بالقوة، وهو الساعي ليلا نهارا بقسمي الأبرشية اللبناني والسوري ليقدم كل الممكن لهذه الأبرشية المحروسة بالله ولمنطقة عكار بكل ابنائها”.
كما شكر المتروبوليت منصور للبطريرك مجيئه إلى رماح على الرغم من الصعوبات، مؤكدا ان “عكار هي في عرس أنطاكي وتبتهج بزيارة غبطته التي تعطي الأمل والرجاء”.
ثم قدم الراعي صليبا مقدسا للبطريرك بإسم أهالي رماح، الذي قدم بدوره أيقونة العذراء الأنطاكية لقاعة الكنيسة، بعدها توجه الجميع الى القاعة الجديدة التي تحمل اسم “قاعة البطريرك يوحنا العاشر” فباركها البطريرك ودشنها ورشها بالماء المقدس على وقع إنشاد التراتيل.
وكانت للبطريرك وقفات على طول الطريق الممتدة من نقطة العبودية وصولا الى رماح، حيث اقيمت له استقبالات شعبية وسط قرع الأجراس ونثر الورود، ولافتات أكدت أن”عكار هي نبع الأخوة والمحبة والوطنية”.