كتب المحرر السياسي في IMLebanon:
توقفت مصادر سياسية متابعة عند خطاب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من “الفوروم دو بيروت” ظهر السبت والذي بدا أشبه بإطلاق نار سياسي عشوائي على الجميع محيّداً حصراً الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل”.
ولفتت المصادر إلى أن خطاب باسيل مجترّ ومستعاد كما في كل المحطات، فاللبنانيون لم ينسوا بعد خطابه عن “النهر الجارف” في ذكرى 13 تشرين 2019 على طريق القصر الجمهوري قبيل أيام من اندلاع ثورة 17 تشرين التي كادت تجرف باسيل وتياره.
لكن المصادر توقفت عند توقيت الكلام الجديد بعد ساعات على “استدعاء” الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله كلاَ من الخصمين اللدودين في المحور الواحد جبران باسيل وسليمان فرنجية وفرض اللقاء بينهما على مأدبة إفطار رمضاني بعد ممانعتهما سابقاً لعقد مثل هذا اللقاء، ضمن حملة الحزب لتجنيد كل حلفائه في الانتخابات النيابية التي أطلق عليها لقب “حرب تموز السياسية” بحيث ظهر كل من باسيل وفرنجية وكأنهما ضمن “سرايا المقاومة” السياسية التابعة لنصرالله.
بناءً على كل ما تقدّم تؤكد المصادر أن خطاب باسيل الهجومي لا يعدو كونه رفع سقوف للتجييش الفارغ من أي مضمون فعلي بعد أكثر من 5 سنوات ونصف من السيطرة الشاملة على مفاصل الدولة، بدءًا من رئاسة الجمهورية وثلث الحكومات وأكبر كتلة نيابية وكل التعيينات الإدارية والقضائية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية، بحيث أثبت فشلاً ذريعاً في إدارة الدولة وفي تحقيق أي إنجاز ودائماً تحت شعار “ما خلونا”، ليعود ويتحالف مع الذين اتهمهم سابقاً بأنهم “ما خلوه” وفي طليعتهم الرئيس نبيه بري.
وتستغرب المصادر كيف يهجم باسيل على جميع المستقلين الذين تحالف معهم في الـ2018 والذين ساهموا برفع حواصله، وهم الذين تعلموا الدرس من التحالف معه فتخلوا عنه بفعل ممارساته وأسلوبه السيّء في الحكم.
وتختم المصادر بالجزم بأن باسيل كلما رفع سقوفه كلما قدّم خدمات لخصومه وخسر في السياسة والانتخابات، والمثال على ذلك خطابه الشهير قبل 36 ساعة من فتح صناديق الاقتراع في البترون وكيف ساهم ذلك الخطاب في رفع نسبة الأصوات التفضيلية لمرشح “القوات” في البترون الدكتور فادي سعد وذلك في رد فعل شعبي عكسي على خطاب باسيل، وهو ما سيتكرر حتماً في الـ2022، متمنية بأن يكثر باسيل من خطاباته من اليوم وحتى الانتخابات.