IMLebanon

قوة دفع معنوية كبيرة للحكومة… ولكن!

جاء في “الجمهورية”:

سؤال يفرض نفسه في موازاة كرة “الايجابيات” التي تدحرجت على المشهد الداخلي في الساعات الأخيرة: هل ستُكمل هذه الكرة مسارها في الاتجاه الي يتوق اليه اللبنانيون بالخروج من نفق الازمة والدخول في نفق الحلول؟ أم أنها رمية موقتة في الهواء لن يكون لها أي تأثير يحدّ من الانزلاق الخطير في المسار الانحداري الذي يسلكه لبنان منذ أكثر من سنتين؟

بعيداً عن التفسيرات، والمبالغات التي قد تقارب هذه الايجابيات، التي أطلّت عبر فتح النافذة الدولية امام رفد لبنان بمساعدة مشروطة من صندوق النقد الدولي، وكذلك عبر اعادة فتح النافذة الخليجية تجاه لبنان، بإعادة السفراء، في إجراء يقطع القطيعة الديبلوماسية مع لبنان، فإنّ هذه التطورات الايجابية تسقط حتماً في يد الجانب اللبناني، للعمل بما تقتضيه من اجراءات سريعة، وملحّة تشكّل عامل جَذب جدي وقوي لمليارات صندوق النقد، وتبني في المقابل جسر الانفتاح الخليجي العملي نحو لبنان، ووضع هذا البلد فعلاً في قلب الحضن العربي والخليجي على وجه الخصوص.

عملياً، منحت هذه الايجابيات فرصة جدية للحكومة اللبنانية، للاستفادة من الوقت المتاح امامها، ولو كان قصيراً، بحكم اقتراب موعد اجراء الانتخابات النيابية بعد 36 يوما. وعلى ما تؤكد مصادر سياسية مسؤولة لـ”الجمهورية” فإنّ هذه الايجابيات زَوّدت الحكومة بقوة دفع معنوية كبيرة، وبالتالي فإن في إمكان هذه الحكومة، وحتى ولو بقي من عمرها يوم واحد، أن تبني على هذه الانعطافة الدولية والخليجية تجاه لبنان، وتتخذ قرارات وخطوات تُثَمّر هذه الايجابيات على النحو الذي يساهم في تواليها أكثر، وفي نقل لبنان من ضفة الازمة الخانقة التي تعصف به، الى سكة الخروج من هذه الازمة، ولو كان هذا الخروج يتطلب وقتا طويلا وصبرا أكبر، وحكمة حكومية وحكنة غير مسبوقة في ادارة مرحلة الخروج.