كشف المدَّعي العام السابق بالجيش الأميركي غلين كيرشنر، أن شهادة إيفانكا ترامب، مستشارة وابنة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أمام لجنة مجلس النواب المُختارة للتحقيق في أحداث اقتحام مبنى الكونغرس “أدانت” والدها، طبقاً لما نشرته مجلة Newsweek الأميركية، السبت 9 نيسان 2022.
كانت إيفانكا ترامب، الابنة الكبرى للرئيس السابق ترامب، والتي عملت مستشارةً للبيت الأبيض، قد أدلت بشهادتها أمام لجنة مجلس النواب يوم الثلاثاء 5 نيسان الجاري، ووصفت النائبة بيني تومسون، وهي ديمقراطية ترأس اللجنة المختارة، شهادتها في تعليقات للصحفيين بأنها “تعاونية”.
بينما أكد كيرشنر، الذي دعا وزارة العدل مراراً إلى اتِّهام الرئيس الأمريكي السابق، بأن شهادة إيفانكا كانت “سيئة” لوالدها، موضحاً أنه أُبلِغَ سابقاً عن أنها حاولت عدة مرات في يوم اقتحام الكونغرس 6 كانون الثاني 2021 إقناع والدها بصرف مؤيِّديه لأنهم أحدثوا الفوضى في مبنى الكابيتول.
كيرشنر، الذي يعمل محلِّلاً قانونياً في شبكات MSNBC وNBC News، أوضح أن مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس مايك بنس السابق، كيث كيلوغ، قال من قبل إن عدداً من مسؤولي الإدارة ذهبوا إلى المكتب البيضاوي لحث ترامب على الدعوة لإنهاء للعنف كما انكشف.
لكن كيرشنر أشار إلى أن “ترامب رفض دعوتهم، بحسب كيث كيلوغ، الجنرال العسكري المتقاعد ومستشار بنس للأمن القومي”، مضيفاً: “قال كيلوغ: لقد حاولت وفشلت. وحاولت كايلي ماكنالي (السكرتيرة الصحفية السابقة للبيت الأبيض) وفشلت. وحاولت إيفانكا وفشلت، لذلك أعدناها إلى البيت الأبيض للمرة الثانية، لأنها يمكن أن تصرّ عليه، ولم تستطِع إقناع والدها بإيقاف الهجوم على مبنى الكابيتول”.
ثم أدلى الخبير القانوني بتقييمه بأن “هذا رئيسٌ يشنُّ حرباً ضد الولايات المتحدة. حتى ابنته لم تستطِع منعه. هذه معلومات تدينه بشدة. يُفتَرَض أن إيفانكا هي من قدَّمت هذه المعلومات تحت القسَم إلى اللجنة المعنية بالتحقيق، وإذا كنت سأعمل في هذه القضية فسوف تكون هي أول الشهود الذين أتصل بهم”.
إلا أنه ليس من الواضح ما هي المعلومات التي قدمتها إيفانكا ترامب إلى اللجنة المُختارة من مجلس النواب. ومع ذلك، مثُلَت ابنة الرئيس السابق أمام هيئة التحقيق طواعية دون استدعائها.
في حين قالت تومسون قبل أيام في شهادة إيفانكا ترامب: “إنها تجيب عن الأسئلة. لقد جاءت بمفردها، ومن الواضح أن هذا له قيمة كبيرة. لم يكن علينا إصدار استدعاء”.
كان ترامب قد انتقد اللجنة لسعيها للحصول على شهادة ابنته، قائلاً إن ذلك “وصمة عار” و”مضايقةٌ” لإيفانكا، وذلك في مقابلةٍ مع صحيفة Washington Post الأميركية. وقال أيضاً إنه عرض عليها وعلى زوجها جاريد كوشنر، الذي كان أيضاً أحد كبار مستشاري البيت الأبيض، “امتيازاً” لكنهما رفضا هذا العرض.
في السياق ذاته، أدلى كوشنر بشهادته أمام اللجنة في 31 آذار. وقالت النائبة زوي لوفغرين، وهي ديمقراطية من كاليفورنيا تعمل في اللجنة، لشبكة CNN الأمريكية بعد ذلك إن المحققين أجروا “محادثةً مفيدة” مع صهر الرئيس السابق. وقالت النائبة إيلين لوريا، العضوة الديمقراطية عن ولاية فرجينيا في اللجنة، لـMSNBC إن المحادثة كانت “قيِّمةً حقاً”.
في غضون ذلك، يصر ترامب على أنه لم يرتكب أي خطأ في واقعة اقتحام الكونغرس. وهاجم اللجنة المُختارة ووصفها باللجنة “غير المنتخبة”، وقال إن جهودها ذات دوافع سياسية. وقال إن التحقيق حزبي بطبيعته، والهدف منه منعه من الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024، إذا اختار ذلك.
جدير بالذكر أن الآلاف من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس في السادس من كانون الثاني 2021، في أسوأ هجوم يشهده هذا الصرح منذ حرب عام 1812. وبدافع من مزاعم ترامب الكاذبة بأن هزيمته في انتخابات تشرين الثاني 2020 كانت نتيجة تزوير، فيما سعى المهاجمون إلى منع الكونغرس من التصديق على انتصار بايدن.
الهجوم على الكونغرس نبه المسؤولين الأمريكيين إلى خطورة الإرهاب الأبيض/رويترز
في اليوم التالي لتلك الأحداث لقي شرطي تصدى للهجوم حتفه، بينما انتحر في وقت لاحق أربعة آخرون كانوا يحرسون مبنى الكونغرس أثناء الهجوم.
في حين أُصيب نحو 140 من أفراد الشرطة بجروح خلال الاعتداءات التي استمرت عدة ساعات، كما لقي أربعة من مثيري الشغب حتفهم. وجرى توجيه اتهامات إلى ما يزيد على 700 شخص على صلة بهذا الهجوم.
على إثر ذلك، شكّل مجلس النواب الأميركي لجنة خاصة للتحقيق في اقتحام مبنى الكونغرس في اليوم الذي كان مقرراً فيه أن يصدق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بايدن وخسرها ترامب ورفض الاعتراف بخسارته.