كتب المحرر السياسي في IMLebanon:
بعيداً عن تفاصيل ما دار في إفطار الضاحية الذي استدعى إليه الأمين العام لـ”حزب الله” كلاً من رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فإن الأساس بنظر مصادر سياسية معارضة هو أن نصرالله أكد لجميع حلفائه أن “الأمر لي”، وأنه في مواجهة المعارك الكبرى لا وقت للحسابات الشخصية كما هي الحال بين باسيل وفرنجية. فإذا كان “حزب الله” يعتبر أن الانتخابات النيابية هي بمثابة “حرب تموز سياسية”، فإن من البديهي أن يجنّد نصرالله فيها جميع حلفائه على أنهم “سرايا مقاومة سياسية” في خدمة أجندة الحزب، وممنوع على أي كان مخالفة التعليمات السياسية في هذه المعركة الانتخابية.
وأجمعت مصادر من طرفي اللقاء المسيحيين على أن ملف الانتخابات الرئاسية لم تتم مناقشته في الإفطار بل إن نصرالله كان حاسماً في هذا الملف لناحية أن مناقشته تبدأ بعد الانتخابات النيابية وليس قبلها وبعد تبيان طبيعة موازين القوى في المجلس الجديد.
في المقابل فإن ما بات في حكم المؤكد أن النقاش تم على مستويين اثنين:
ـ المستوى الأول كسر الجليد بين “التيار” و”المردة” ووضع حد للخلافات وخصوصا على مستوى باسيل وفرنجية والتي كانت بلغت أوجها في المقابلة التلفزيونية الأخيرة لفرنجية حين رشق باسيل بوابل من القذائف المدفعية الثقيلة. وعلى هذا المستوى تمكن نصرالله من تحقيق هدفه وتم الاتفاق على وقف أي تراشق سياسي وإعلامي بين الطرفين وتعميم التهدئة، إضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة تعمل على إعادة وصل ما انقطع والبحث في إمكانات التوافق مستقبلاً.
ـ المستوى الثاني إتمام تنسيق انتخابي في دائرة الشمال الثالثة منعاً لتحقيق خصوم المحور انتصارات. وطرح نصرالله ضرورة أن يمنح “المردة” أصواته الانتخابية في البترون لباسيل (حوالى 1000 صوت) لضمان نجاح باسيل في ظل المعطيات الملموسة التي تؤكد إمكانية رسوبه بالأصوات التفضيلية لمصلحة المرشح مجد حرب في حين سيحتل مرشح “القوات اللبنانية” غياث يزبك المركز الأول لناحية نسبة الأصوات التفضيلية التي سينالها. وبالتالي فإن المطلوب بالنسبة لنصرالله ضمان فوز باسيل لأن خسارته ستعني انتكاسة مباشرة لـ”حزب الله” ونزعاً للغطاء المسيحي الأساسي عن سلاحه. في المقابل دعا نصرالله باسيل إلى منح الأصوات التفضيلية لـ”التيار” في قضاء بشري لمصلحة المرشح على لائحة “المردة” وليام طوق لدعم احتمال خرقه للائحة “القوات” في عرينها في بشري، فيتمكن الحزب عندها من تسجيل انتصار مزدوج: توجيه ضربة لـ”القوات” في بشري عبر فرنجية وتأمين فوز باسيل في البترون.
وتجزم المصادر أن طرح نصرالله بات مادة للبحث والتدقيق لدى “التيار” و”المردة” وسط تردد واضح لدى فرنجية الذي لا يرغب في أن تساهم أصواته في البترون في تأمين فوز باسيل ليكون منافساً جدياً له على رئاسة الجمهورية عوض أن يخسر باسيل نيابياً ويخرج نهائياً من السباق الرئاسي.