IMLebanon

مرشحة للانتخابات الفرنسية في “ورطة مالية”

أصيب حزب الجمهوريين العريق في فرنسا بخيبة أمل، إثر حلول مرشحته فاليري بيكريس في الرتبة الخامسة خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بأقل من 5 في  من الأصوات.

لكن متاعب حزب الجمهوريين لم تقف عند هذا الحد، لأن المرشحة الخاسرة وجدت نفسها في مأزق، لأنها لن تستطيع سداد نفقات الحملة الانتخابية.

ومن مقر الحزب صباح الاثنين، أعلنت زعيمة الجمهوريين أنها مدينة شخصيا بقرض يصل إلى خمسة ملايين يورو. ومن أجل “استكمال تمويل حملتها” ، طلبت من الفرنسيين ومناصريها “مساعدة طارئة لتعويض مصاريف حملتها”.

وأقصيت فاليري بيكريس من الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى يوم الأحد 10 أبريل بنتيجة منخفضة تاريخياً.

وجاءت رئيسة المجلس الجهوي لجهة “إيل دو فرانس” بعد حصولها على 4.8 في المئة من الأصوات بعيدة جدًا عن المتصدر، إيمانويل ماكرون (27.84٪) ومرشحة الجبهة الوطنية، مارين لوبان ( 23.15٪) واليساري جان لوك ميلينشون (21.95٪). وكذلك اليميني المتطرف المثير للجدل، إيريك زمور بنسبة 7٪ من الأصوات.

وأمام هذه النسبة الضعيفة، يقول المحل السياسي، ستيفان زومستيغ، في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”، “إذا حصل المرشح للرئاسة، أيا كان توجهه السياسي، على أقل من 5 في المئة التي تمنح الحق في استرداد 50 في المئة من تكاليف الحملة الرئاسية، سيتعين على الحزب التابع له تمويل جميع التكاليف التي يتكبدها من جيبه الخاص”.

وبسبب هذا السيناريو الذي لم يتوقعه الجمهوريون الذين كانوا ينتظرون تسجيل ما بين 8 و 10 في المئة من الأصوات، في أسوأ الأحوال، قالت فاليري بيكريس إن حزبها لا يستطيع “التعامل مع نفقات الحملة” و”وضعه المادي صعب”.

ولذلك كان من الضروري لها إطلاق “نداء وطني للتبرعات وجهته بحسب قولها في اللقاء الصحفي “لكل من أعطوها أصواتهم، والذين فضلوا التصويت المفيد، لكل الفرنسيين المرتبطين بالتعددية السياسية وحرية التعبير”.

كما أشارت إلى أنها “مدينة بشكل شخصي بما يصل إلى خمسة ملايين يورو” والحملة كلفت سبعة ملايين، ولهذا دعت إلى تقديم المساعدة قبل حلول 15 مايو المقبل، موعد استرداد مبلغ تعويض حملة فاليري بيكريس بأكملها من الدولة الفرنسية.

وللتذكير، تبلغ الأصول الشخصية لبكريس ما يقرب من 10 ملايين يورو، وفقًا لإعلانها الذي قدمته إلى الهيئة العليا لشفافية الحياة العامة الذي تم الإعلان عنه في بداية شهر مارس. بالإضافة إلى ثلاثة منازل تزيد قيمتها عن 4 ملايين يورو، كما سجلت أنها تملك حوالي مليون يورو من الأسهم في مجموعة “جنرال إلكتريك”، مما جعلها المرشحة الجمهورية من أغنى المرشحين في هذه الانتخابات.

وبهذه الدعوة للتضامن والوقوف إلى جانب الحزب اليميني التقليدي، تذكر فاليري بيكريس بحادثة انتخابية سابقة، مست الحزب نفسه. إذ بعد إبطال حسابات حملة الرئيس السابق، نيكولاس ساركوزي في عام 2012 من طرف المجلس الدستوري لتجاوزه الحد الأقصى، اضطر أيضًا إلى مطالبة نشطائه بمساعدته في سداد ديونه. وأطلق الحزب آنذاك “اشتراكًا وطنيًا كبيرًا” على موقعه على الإنترنت وتم جمع 11 مليون يورو في أقل من شهرين بفضل ما أسموه ب “ساركوثون”.

ولا يبدو أن بيكريس ستكون الوحيدة التي طالبت بالتبرعات بعد هزيمتها. فقد سبق وأن مهد ليلة صدور نتائج الانتخابات، مرشح الخضر، يانيك جادوت الطريق أيضًا لفتح الباب أمام سخاء الفرنسيين وقال في خطابه أمام مناصريه، “يحتاج حزب البيئة، انطلاقا من هذا المساء، إلى دعمكم المالي لمواصلة معاركه الأساسية. أدعوكم للذهاب إلى موقع دعم دعاة حماية البيئة لتقديم تبرع”.

وفي بيان نُشر على موقع الحزب المدافع عن البيئة، كتب “مستقبل علم البيئة في خطر. من خلال تحقيق أقل من 5 ٪ في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لن يتم تعويض دعاة حماية البيئة عن الخسائر المتكبدة. هذا خبر سيء للغاية بالنسبة للكوكب لأنه يضع فريق من يدافعون عنه في وضع صعب جدا. ومع ذلك، فإن الكفاح من أجل البيئة أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”.