IMLebanon

اثنان يتنافسان في أيار: الدولة أم الدويلة؟

جاء في “المركزية”:

بات جليا ان ثمة فريقين اثنين لا ثالث لهما، يتنافسان في 15 ايار المقبل. الاول يرأسه حزب الله ويضمه والتيار الوطني الحر والحلفاء في فريق 8 آذار، والثاني ترأسه القوات اللبنانية من دون ان تعلن نفسها ابدا رئيسةً لهذا الفريق السيادي، بل ان سقفها وحجمها وخطابها جعلها رأسَ حربة في المواجهة مع الطرف الآخر، فباتت المتقدّمة بين المتساوين في هذا الخندق، اذا جاز التعبير، وفق ما تقول مصادر سياسية  معارضة لـ”المركزية”. يوما بعد يوم، يتظهّر هذا الفرز ويتجلى بوضوح اكبر، حيث سقطت كل العناوين الاخرى المحصورة بالانماء والهموم المعيشية مثلا، والتي حيّدت سلاحَ الحزب، وبقي هذان الفريقان في السباق فقط..

امس، رأى رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن، خلال لقاء انتخابي في بعلبك، أن “التصويت للائحة القوات اللبنانية هو تصويت للأميركيين، وتصويت لأعداء المقاومة وللذين يتحاملون على المقاومة، لأن القوات اللبنانية هي رأس الحربة في مواجهة المقاومة وحزب الله. القوات اللبنانية هي ذات التاريخ الدموي وذات الحاضر المعروف، والقوات اللبنانية المعروفة المواقف هي المسؤولة عن مجزرة الطيونة”.

في المقابل، يكثّف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مواقفه الموجّهة الى الشارع الشيعي والى بيئة حزب الله داعيا اياها الى اعادة حساباتها والتفكير مليا قبل التصويت من جديد لمحور الممانعة. على اي حال، لا يخفي حزب القوات، كما كل الفريق السيادي – الذي يضم شخصيات واحزابا كثيرة لا تخوض المعركة بلوائح موحّدة رغم رؤيتها شبه الموحّدة للبنان الدولة – رفضَهم وجود اي سلاح خارج اطار المؤسسات الشرعية الامنية والعسكرية، بل يرفعون هذا اللواء عاليا ودون خجل.. وخلال اطلاقه لائحة زحلة السيادة الاحد، توجّه جعجع الى اللبنانيين عموما والناخب الشيعي خصوصا، سائلا “هل تعلم انّك حين تنتخب “حزب الله” انت لا تنتخب “المقاومة” الراسخة في رأسك، بشكل نظيف وعفوي وصافٍ، وفي عاطفة ووجدان مُعيّن؟ فانت تنتخب شخصا اسمه “جبران باسيل” زرعه “حزب الله” في لوائحه على امتداد الوطن، ومع كل صوت تمنحه له او لمرشحيه المزروعين في لوائح “الحزب” ستزيد من حظوظه ورصيده كي “يتفرعن” عليك.. واضاف “يا صديقي الناخب الشيعي، اذا كنت لا ترغب بانتخاب “القوات” فهذا حق لك، ولكن لا تنتخب من اوصلك واولادك وعائلتك في كل دقيقة الى قعر جهنم امام عيونك، بحجّة ان “القوات” هي “البعبع يللي بيكرهك”، بينما فعلياً “القوات” لا تكرهك انما تحترمك كما اي لبناني آخر.. وفي حال كنت تعتقد انك في هذه الطريقة تحمي سلاح “حزب الله”، فانتبه بأنك في النهاية تحمي سلاح من “خردة وحديد وتنك”، ولكنك في المقابل تتسبب لإنسانك ولكل انسان في بكل انواع المعاناة والقهر والذل”.

الشرخ اذا عمودي بين الجانبين، والمشروعان الكبيران اللذان على اللبنانيين الاختيار بينهما، واضحان: الاول يريد الدويلة، وخطابُه تخويني اذ يتّهم بالعمالة كل مَن يرفض السلاح خارج الشرعية، فيما الثاني يريد بناء الدولة القوية ذات السيادة والجيش الواحد، دولة تجمع تحت جناحيها وتحت سقف قانونها، اللبنانيين من كافة المناطق والطوائف والمذاهب، على ان يكونوا فيها متساويين بالحقوق والواجبات.. فلأي مشروع سيقترعون؟