تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تحديد أشكال المساعدة المناسبة لأوكرانيا مع دخول الحرب مرحلة جديدة بعد نقل روسيا قواتها ناحية الشرق وسط مخاوف من وقوع مذابح جديدة ضد المدنيين.
وبينما تعزز روسيا قواتها في منطقة دونباس، موطن الانفصاليين المدعومين من موسكو، يستعد الجانب الروسي والأوكراني لخوض ما قد تكون حرب استنزاف مدمرة.
هذا التحول في الاستراتيجية “يجبر القادة الغربيين على التفكير في تقديم المزيد من الأسلحة الهجومية إلى كييف، قبل المعركة الشرسة التي قد تحدد بقاء أوكرانيا كدولة قومية”، وفق تعبير “سي أن أن”.
وأثار تعيين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية لروسيا، القلق في واشنطن، المخاوف من حدوث مذابح جديدة، كما حدث في بوتشا، في وقت ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أنه كان مسؤولا عن “الفظائع التي رأيناها في سوريا”.
وفي خطاب افتراضي أمام برلمان كوريا الجنوبية، الاثنين، ذكّر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي بأن هناك “عشرات الآلاف من القتلى” في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية التي تحاصرها القوات الروسية منذ أكثر من 40 يوما، فيما قال عمدة المدينة إن عدد القتلى قد يتجاوز 20 ألفا
وقال الرئيس الأوكراني في خطابه: “أوكرانيا بحاجة إلى دعم لجيشها، بما في ذلك الطائرات والدبابات.. إذا تمكنت أوكرانيا من امتلاك هذه الأسلحة، فإنها لن تنقذ حياة الناس العاديين فحسب، بل ستنقذ أوكرانيا”.
وتمكنت القوات الأوكرانية، بمساعدة الصواريخ الغربية المضادة للدبابات والطائرات، من إنقاذ كييف، قبل انسحاب القوات الروسية إلى الشرق وتجميع قواتها هناك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك “بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق. سيقع الهجوم قريبا جدا”.
وأوضح مسؤول في البنتاغون أن موسكو بدأت تعزيز إمداداتها في دونباس، وأن بعض الوحدات الروسية، التي انسحبت من محيط العاصمة كييف إلى بيلاروس، تتجه الآن نحو الشرق الأوكراني.
في ظل هذا الوضع، ازدادت الضغوط على الغرب لبذل المزيد من الجهد بمواجهة نهج روسيا الجديد، الذي ينذر بمزيد من التصعيد.
وتقول “سي أن أن” إن نداء زيلينسكي الأخير جعل القادة الغربيين يدرسون بعناية مدى استعدادهم لاختبار الخطوط الحمراء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت إن هناك دلائل واضحة الآن على أن الغرب يعيد تقييم هذه الخطوط الحمراء مع دخول الحرب مرحلة جديدة.
ولطالما سارت واشنطن على خط فاصل بين تزويد أوكرانيا بالأسلحة لصد الغزو الروسي، وبين اتخاذ خطوات من شأنها تحويل الحرب إلى صدام مباشر مع روسيا قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
وتدرس واشنطن حاليا كيفية الرد على التحركات الروسية الأخيرة، بعد أن أشارت في الآونة الأخيرة إلى أنها مستعدة لمساعدة شركائها في نقل دبابات الحقبة السوفييتية إلى أوكرانيا.
ووعدت بريطانيا بتقديم حزمة قوية من الأسلحة بعد زيارة رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إلى كييف يوم السبت.
بينما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في مقابلة: “نحن نتخذ إجراءات صارمة في محاولة لمساعدة الأوكرانيين على النجاح في ساحة المعركة ومساعدة الأوكرانيين في الحصول على أفضل موقف ممكن على طاولة المفاوضات”.
وشارت ساكي وسوليفان في مكالمة استمرت ساعتين بين كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين والإدارة مع كبار المسؤولين الأوكرانيين الأسبوع الماضي.
وخلال تلك المكالمة، عرض الأوكرانيون قائمة بالمعدات والأسلحة التي يريدونها.
وقالت ساكي إن الإدارة تعمل على ضمان أنه إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من توفير المواد المطلوبة، يمكن لحلفائها القيام بذلك.
وقد أعلن جونسون، على سبيل المثال، استعداد بريطانيا تقديم حزمة من المعدات الهجومية، تشمل 120 مدرعة وأنظمة صواريخ جديدة مضادة للسفن.