كتب عمر البردان في “اللواء”:
يؤشر الحراك الدبلوماسي اللافت للسفيرين السعودي والكويتي وليد البخاري وعبد العال القناعي، الذي أعقب عودتهما إلى بيروت، إلى دخول خليجي قوي على صعيد استعادة المبادرة وتحقيق التوازن، ترجمة للقرار الذي اتخذته الدول الأربع بإعادة وصل ما انقطع مع لبنان، في ظل حرص خليجي على إنقاذه من مأزقه، وعدم ارتمائه أكثر فأكثر في أحضان إيران . بعدما بدا أن العودة الخليجية إلى لبنان، قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات النيابية، تحمل في طياتها تباشير مرحلة جديدة بالنسبة إلى التعاطي الخارجي مع لبنان، في حال التزمت حكومته بما تعهدت به، وتحديداً بعد توقيع الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي، في وقت دعا الاتحاد الأوروبي السلطات اللبنانية لمعالجة الإصلاحات في مجالات الطاقة والقطاع المالي ومكافحة الفساد، على ما تطالب به الدول المانحة .
وتكشف مصادر دبلوماسية لـ«اللواء»، أنه «ليس من قبيل المصادفة أن تتزامن العودة الخليجية إلى بيروت، مع توقيع الاتفاق بين لبنان وصندوق النقد، ما يشير إلى أن هناك قراراً عربياً ودولياً، محوره الرياض وباريس بتوفير الدعم للبنان، لكي يخرج من محنته في ظل الظروف البالغة الصعوبة التي يواجهها . فكان القرار بالعودة الخليجية إلى لبنان، بعد بيان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي لم تكن باريس بعيدة من أجوائه، خاصة ما تضمنه من التزام بعدم استخدام لبنان منصة لاستهداف الدول الخليجية . وهذا ما يحمل «حزب الله» مسؤولية كبيرة في الحفاظ على مصلحة لبنان، والتوقف عن الاستمرار في مهاجمة الدول الخليجية والتعرض لقياداتها» .
وتؤكد المصادر، أنه «مع اكتمال العودة الخليجية إلى بيروت، بمجيء السفير القطري الجديد، وتوقع مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى تعيين سفير لها في بيروت في مرحلة لاحقة، فإن وتيرة الاهتمام العربي والدولي بالوضع اللبناني سترتفع أكثر فأكثر، في وقت يتحضر لبنان لاستقبال البابا فرانسيس في حزيران المقبل، ما يؤشر بكثير من الوضوح إلى أن البلد ليس متروكاً، وأن الأجواء تبدو مهيئة من أجل توفير طوق النجاة له من العواصف العاتية التي تتهدده» .
وقد عبرت أوساط روحية قريبة من بكركي، عن ارتياحها للخطوة الخليجية تجاه لبنان، مشيرة ، إلى أن «عودة الأشقاء في الكويت والسعودية لاحتضان لبنان، مبعث أمل بقيامة الوطن المعذب من محنته، ومؤشر على قرب الخروج من هذا المأزق»، مشيدة بـ«حكمة القيادات الخليجية التي لا يمكن أن تتخلى عن لبنان الذي يعتز ويفتخر بعمق علاقاته العربية والخليجية تحديداً».
وسط هذه الأجواء، كان لافتاً دور حزب الله في ترتيب بيت حلفائه الداخلي، عشية الانتخابات النيابية، وتحضيراً للمرحلة التي ستليها، وتحديداً ما يتصل باستحقاق رئاسة الجمهورية، وسعي الحزب وحلفائه إلى ضمان الأكثرية النيابية . باعتبار أن هذا الفريق يحشد من أجل تعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد من صفوفه في إطار المشروع الذي يعمل عليه، سيما وأن هناك من يربط بين تحرك «حزب الله» لجمع صفوف حلفائه، وبين العودة الخليجية إلى بيروت، في إطار الجهود العربية للوقوف في مواجهة المد الإيراني .