Site icon IMLebanon

“إنقاذ وطن”… فرصة الطرابلسيين لاستعادة الخطاب السيادي

كتب أحمد الأيوبي في “اللواء”:

شهد ليل الأربعاء 13 نيسان 2022 إنطلاق الحملة الفعلية للائحة «إنقاذ وطن» التي تضمّ اللواء أشرف ريفي متحالفاً مع القوات اللبنانية، وتضمّ النائب عثمان علم الدين ومرشحين مستقلين في دائرة طرابلس ومدن الفيحاء (الميناء، القلمون، البداوي)، ومع انطلاقة هذه الحملة، تصاعد الخطاب السيادي في سماء المدينة، وضخّت الحشود المتوافدة إلى ملعب الوفاء نبضاً شبابياً ملأ سماءها بهتفات تعبّر عن الوجه الحقيقي لأهلها، وهو رفض الهيمنة الإيرانية وكسر محاولات عزل القوات اللبنانية، التي ظهر حضورها في ساحة النور كمكوِّنٍ طبيعي في عاصمة الشمال.

شكّل مهرجان إطلاق لائحة «إنقاذ وطن» كسراً للصمت الانتخابي ونجاحاً شعبياً في الحشد وإظهار القوة الجماهيرية، كما حفّز شريحة واسعة أصابها الخمول واليأس على تغيير مزاجها واقترابها من المشاركة وإهمال نداءات المقاطعة التي لا تخدم سوى لوائح «حزب الله» في الشمال وعلى مستوى البلد.

قدّم أشرف ريفي صورة قائد قادر على مواجهة التحديات مستفيداً من التجارب، الإيجابيّ منها والسلبي، والأهمّ أنّه يخوض الانتخابات مع فريق منسجم على المستوى الفكري والسياسي، وليس بفريق ملغوم بالتناقضات لا تجمعه سوى المصالح، كما هو حال أكثر اللوائح الأخرى في الدائرة.

كان الخطاب السيادي هو السائد وتصاعدت في سماء المدينة شعارات تاق إليها الناس، وهم الذين عانوا مرارة الممانعة بوجها السوري عقوداً طويلة، ثمّ حملوها منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وجدّدوها مع ثورة 17 تشرين 2019 ليرتفع مجدَّداً في محطة انتخابات 2022 مؤكِّداً أنّ هوية طرابلس وطنية سيادية، رغم كلّ جهود الاختراق الممانعة لصفوفها.

كان خطاب ريفي وطنياً بامتياز، وهو توجّه إلى أهل بيروت مؤكداً على أنّ ستبقى حرة وأنّ الإيراني سيخرج منها ولن يتمكن من طمس هويتها، فكان شعار:»بيروت حرة حرة، إيران برّا برّا» الذي جدّده اللواء ريفي الأكثر تفاعلاً من الجمهور المشارك وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أحسنت القوات اللبنانية تظهير تحالفها مع الوزير ريفي، وأسقطت باحترامها الواضح لمكانته وقيادته للمعركة، أحاديث الخصوم عن مزاعم سيطرة القوات على اللائحة ورغبتها في التحكّم بالمدينة. فمن خلال متابعة مسار هذا التحالف، منذ نشأته حتى الآن، يتأكّد أنّ العلاقة التي تربط بين القوات وحلفائها في الشارع السني، وتحديداً في طرابلس، قائمة على قواعد التكامل والتعاون وعلى تفاهم سياسي واضح، يضمن الثوابت السيادية ويعمل لتحقيقها.

الملاحظ أنّ أنصار النائب فيصل كرامي وأنصار تيار المستقبل، اصطفّوا في جبهة واحدة لشنّ الحملات على القوات اللبنانية، مستخدمين البكائيات والنّواح للتهجّم على القوات عائدين إلى مصطلحات الزمن السوري القاحل، وأساليب العزل الطائفية التي سقطت ولن تعود، فبدَوا كالنائحة المستأجرة.

فشل الممانعون ومعهم المستقبليون في منع ظهور الحضور الشعبي – السياسي للقوات اللبنانية في طرابلس، وتحرّكت مواكب القواتيين وأنصارهم في ساحة النور مخترقة شوارع المدينة رافعة أعلامها ومطلقة الأناشيد الوطنية والحزبية، وسط ترحيب لافت من جهور اللائحة واحتضان واضح لمرشح القوات الياس الخوري الذي اعتلى منصة المهرجان موجهاً التحية للمشاركين ولأبناء طرابلس والمنية الضنية باسمه وباسم «الحكيم» مقدِّماً برنامجاً انتخابياً لامس عمق حاجات المدينة.

مرشح القوات اللبنانية على لائحة الوزير ريفي الياس الخوري هو ابن طرابلس الآتي من القبة، والذي وصل إلى مواقع متقدمة في ريادة الأعمال وفي العلاقات الدولية أعطى فكرة واضحة عن أهمية وصول نائب قواتي لتمثيل الفيحاء، ليس كحاجة للتنوع وتعزيز الشراكة الإسلامية المسيحية فقط، بل لنقل النموذج التنموي المثالي القائم في بشري إلى طرابلس، ولتحصينها من كلّ محاولات الشيطنة والتشويه على جميع المستويات.

لقد اعترف ألدّ خصوم القوات، وهو النائب جبران باسيل بأنّ ما تقدّمه القوات اللبنانية في بشري لا يمكن انتقاده، وهذا ما أكّده الدكتور سمير جعجع عندما قال إنّ وصول القوات إلى التمثيل الكامل لهذا القضاء سمح بتحقيق هذه الإنجازات.

فرصة أهالي الفيحاء والمنية:

إيجاد البديل وكسر الحصار وإنهاء التمثيل الكاذب

اليوم يقف أبناء الفيحاء في طرابلس والميناء والبداوي والقلمون، وأبناء المنية والضنية أمام فرصة ثلاثية الأبعاد:

تقديم بديل يؤكّد للجميع أنّ أهل السنة والجماعة ليسوا إرثاً ولا ملكاً شخصياً لأحد، وأنّ بإمكانهم، حتى في أحلك الظروف أن ينتجوا بدائل في السياسة تضمن لهم حقوقهم وترفض التنازلات القاتلة، من خلال لائحة إنقاذ وطن وعلى رأسها الوزير أشرف ريفي، الذي يبقى الأنقى والأكثر وفاءاً لمسيرة الشهيد رفيق الحريري ولمبادئ الحرية التي عليها قامت ثورة الأرز والتي قدّمت لها طرابلس الشهداء: محمد شطح ووسام الحسن، وستواصل التضحية حتى تحرير الوطن.

– الوصول إلى نموذج مشاركة إسلامية مسيحية جديد ومتقدم، يتمثّل بإيصال مرشح القوات اللبنانية إلى الندوة النيابية ممثلاً مدينة طرابلس، وهذا سيفتح الباب أمام تطويرٍ كبير في مجمل مرافقها الاقتصادية وفي علاقاتها الخارجية، والأهمّ أنّه سيتيح نقل تجارب التنمية المجتمعية القائمة في بشري إلى طرابلس وتطوير أداء المجتمع المدني ليتمكن من تحقيق الإنجازات في مجالات التنمية المختلفة.

إنهاء ظاهرة التمثيل الصوري البائس لطرابلس، والذي تمثّل بكتلة المستقبل وبكتلة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يعجز حتى وهو رئيس للحكومة عن إنجاز شركة «نور الفيحاء» لإنقاذ مدينته من الظلام وهو صاحب شعار «لن يجوع أحد في طرابلس»، من خلال إيصال نواب من أهل العزم والقدرة على تحقيق المصالح المشروعة للفيحاء واستعادة مكانتها كعاصمة ثانية وتأكيد وجودها كعاصمة اقتصادية للبنان.