Site icon IMLebanon

فيينا: إيران غير مستعجلة الاتفاق

جاء في “المركزية”:

لا تزال مفاوضات فيينا متوقفة منذ اسابيع. السبب المباشر لهذا التعثر، موقف الولايات المتحدة الأميركية من الحرس الثوري الايراني الذي تطالب طهران برفعه عن قائمة العقوبات في واشنطن فيما الاخيرة تتريث في ذلك ولم تحسم موقفها منه بعد… اما السبب غير الظاهر، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فشد حبال مستمر على شروط الاتفاق كلها من قِبل الايرانيين من جهة والاميركيين والاوروبيين من جهة ثانية يتأثر بالتطورات الدولية والاقليمية كلها، من الحرب الروسية على أوكرانيا وصولا الى الامن النفطي للقارة العجوز، وصولا الى التمدد الايراني في المنطقة.

في الساعات الماضية، قال محمد مرندي عضو فريق التفاوض الإيراني: غيّر الأميركيون فجأة سلوكهم وتوجهاتهم في محادثات فيينا، والآن توقفت المفاوضات. الضغط الداخلي من معارضي جو بايدن وأنصار إسرائيل أوقف وتيرة التقدم التي شهدناها، خاصة في نهاية المحادثات.

طهران تحاول اذا القاء اللائمة على واشنطن وتل ابيب وتعتبر ان عدم رفع الحرس الثوري عن اللائحة الأميركية السوداء، هو ما يحول دون مضي المحادثات قدما. الا ان الجمهورية الاسلامية، تضيف المصادر، تدرك جيدا ان ما تطلبه صعب المنال، كي لا نقول “تعجيزي”، وهذا يعني انها تطرح الشرط من باب المناورة لا اكثر، بينما هي في الواقع، غير مستعجلة الاتفاق وتراهن على تقلبات دولية واقليمية آتية، ستعطيها اتفاقا يناسبها اكثر.

على اي حال، كشفت مواقف المرشد الاعلى للثورة منذ يومين حقيقة نوايا طهران، حيث أكد السيد  علي خامنئي خلال استقباله رؤساء السلطات الثلاث أنّ “مستقبل إيران يجب ألّا يكون مرتبطاً بنجاح المفاوضات النووية أو انهيارها”. اما المدير التنفيذي للشركة الوطنية للمناطق الغنية بالنفط قي إيران فأعلن تحقيق بلاده زيادة في إنتاج وصادرات النفط، مؤكداً أن إيران “لم ولن تبقى بانتظار نتيجة مفاوضات فيينا”.

مما تقدم، يمكن استنتاج ان الجمهورية الاسلامية تظهر عكس ما تضمر، تبين انها مُسهّلة لمسار فيينا، فيما هي في الواقع، لا ترغب بانبعاثه “الآن”.