كتبت إكرام صعب في “سكاي نيوز عربية”:
للسنة الثالثة على التوالي، تغيب الدراما اللبنانية عن الشاشات الصغيرة بشكلها المعهود، فبعد احتجاجات تشرين الأول 2019 تحولت بوصلة الإنتاج إلى الدراما العربية المشتركة، وتوقفت عجلة العمل المحلي، التي أسست لها بعض المحطات اللبنانية قبل سنوات، وكسبت عبرها نسب مشاهدة عالية.
وتؤكد معظم شركات الإنتاج اللبنانية التي عملت لسنوات ماضية، أن الوضع الاقتصادي المتأزم في البلاد لا يسمح لها بدخول مغامرات إنتاج جديدة، فيما يقتصر النشاط على القليل من الأعمال.
وفي حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، قالت الممثلة اللبنانية القديرة رندة كعدي إنها وزملاءها والمنتجين في لبنان تأثروا كثيرا بسبب الأزمة الاقتصادية، حيث “بدا ذلك واضحا على ندرة أعمالنا، لأن الفن والدراما والفنون عامة مرايا تعكس حضارة ووضغ البلاد، خصوصا عدد المسلسلات التي تنتج موسميا”.
وأضافت: “اقتصرت مشاركتي هذا العام على مسلسل (للموت) في جزئه الثاني، بعد أن كنت أقدم بين 3 و4 مسلسلات تقريبا كل عام. كان الإنتاج وفيرا والطلب مرتفعا قبل الأزمة، واليوم نقدم ألف شكر لشركات الإنتاج التي بقيت تساندنا في بعض الأعمال ولو كانت قليلة مقارنة مع السابق”.
ورأت كعدي أن “جيلا كبيرا من المشاهدين لا يتابع المنصات الإلكترونية مثل (نتفلكس) وغيرها، ويعتمد على متابعة الأعمال عبر التلفزيون”، وقالت: “أنا واحدة من هؤلاء، فالتلفزيون يجمع العائلة حوله خصوصا في شهر رمضان، وعلينا المثابرة للاستمرار في أعمال خاصة به مهما قست الظروف على لبنان”.
وكشفت لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تصوير الجزء الثاني من مسلسل “للموت” انتهى منذ أسبوعين، و”لم يبق سوى بعض لمسات المونتاج لدى المخرج”، معربة عن سعادتها لسمعة الدراما اللبنانية ومسلسل “للموت” الذي يعرض في رمضان، و”حظي بإعجاب شديد في لبنان وخارجه بعد ورود معلومات عن نسبة حضور عالية”، حسب قولها.
لكن كعدي قالت: “للأسف لم تقتصر الظروف الصعبة على الأزمة الاقتصادية فحسب، بل عانينا فقدان ممثلين بسبب جائحة كورونا، إذ خسرنا الزميل بيار جماجيان، وكل الشكر لنقولا دانيال الذي وافق أن يحل محله كيلا يتعطل التصوير”.
وفي السياق ذاته، أشارت إلى أن جائحة كورونا أثرت كثيرا على مدة التصوير بسبب إصابة العديد من الممثلين بالوباء أثناء ذروة العمل.
وعن أماكن تصوير مسلسل “للموت”، قالت كعدي: “بعضها في دير تعنايل (قرب مدينة شتورة البقاعية) والبعض الآخر اختاره المخرج فيليب أسمر ليناسب الموضوع والمناسبة، فكان التصوير في بيوت منطقة الأشرفية (شرقي بيروت) المعروفة بطابعها التراثي اللبناني، وفي الحي الشعبي بمنطقة كرم الزيتون أيضا في الأشرفية، وفي ساحة مدينة جونية الساحلية، وفي منطقة البوار (شمالي بيروت) للمحافظة على روحية النص”.