أعلنت وكالة Associated Press الأميركية، الإثنين 18 نيسان 2022، إن مقاتلين تابعين لقوات نظام بشار الأسد أبدوا استعدادهم للانضمام إلى القوات الروسية، ومساندتها في المرحلة التالية من الحرب على أوكرانيا، حيث تُشير توقعات إلى اندلاع معركة كبرى في شرق البلاد.
الوكالة لفتت إلى أن أعضاء فرقة العميد سهيل الحسن، من بين مئات المقاتلين السوريين المدربين على يد روسيا الذين تقدموا للانضمام للقتال مع القوات الروسية في أوكرانيا.
تضم هذه القوات جنوداً سوريين موالين للأسد ومقاتلين متمرسين، حاربوا لسنوات، تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في الصحراء السورية.
على الرغم من تفاخر مسؤولي الكرملين في بداية الحرب على أوكرانيا، بتلقيهم أكثر من 16 ألف طلب من الشرق الأوسط للانضمام إلى القوات الروسية، يقول مسؤولون ونشطاء أمريكيون يتابعون الشأن السوري، إنه حتى الآن لم تنضم أعداد كبيرة من المقاتلين بالمنطقة إلى الحرب في أوكرانيا.
غير أن محللين نقلت عنهم الوكالة الأمريكية، قالوا إن هذا قد يتغير مع استعداد روسيا للمرحلة التالية من المعركة بهجوم شامل في شرق أوكرانيا، ويرون أن المقاتلين السوريين سيُنشرون في الأسابيع المقبلة، على الأرجح، خاصة بعد أن عيّن بوتين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الذي قاد الجيش الروسي في سوريا، قائداً جديداً للحرب في أوكرانيا.
تُشير الوكالة إلى أن هنالك تساؤلات لدى البعض عن مدى فعالية المقاتلين السوريين في أوكرانيا، وقالت إنه يمكن الاستعانة بهم إذا دعت الحاجة لزيادة أعداد الجنود لمحاصرة المدن أو للتعويض عن الخسائر البشرية المتزايدة.
كذلك، فإن الجنرال دفورنيكوف “على دراية جيدة بالقوات شبه النظامية المتعددة في سوريا التي دربتها روسيا في أثناء إشرافه على استراتيجية محاصرة وقصف المدن التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا بلا رحمة”، بحسب Associated Press.
من جانبه، قال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا، إنه حتى الآن سجل نحو 40 ألف شخص، 22 ألفاً في الجيش الروسي، وقرابة 18 ألفاً في شركة فاغنر الروسية الخاصة.
أضاف عبد الرحمن أن نحو 700 عضو في “فرقة الحسن 25 مهام خاصة”، والمعروفة في سوريا باسم “قوة النمر”، غادروا سوريا خلال الأسابيع الماضية؛ للقتال إلى جانب القوات التابعة لروسيا. ولم يتسن التأكد من هذه الأرقام بشكل مستقل.
كانت حسابات موالية لنظام الأسد قد نشرت مقاطع فيديو خلال الأسبوعين الماضيين على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر أفراداً من “قوة النمر” وهم يؤدون تدريبات عسكرية تشمل القفز بالمظلات من مروحيات.
وفقاً لمدير المرصد فإنه يوجد متطوعون أيضاً من الفرقة الخامسة المدربة على أيدي الروس؛ و”كتائب البعث” الجناح العسكري لحزب البعث الحاكم؛ ولواء القدس الفلسطيني المشكل من لاجئين فلسطينيين في سوريا، وجميعهم يقاتلون مع الجيش الروسي في الحرب السورية.
أضاف عبد الرحمن: “الروس يبحثون عن مقاتلين ذوي خبرة، ولا يريدون أحداً لم يتدرب على أيديهم”، مشيراً أيضاً إلى أن مئات من مقاتلي الفرقة الخامسة ولواء القدس سجلوا في قاعدة حميميم الروسية غرب سوريا، التي تشرف على عمليات التجنيد، وينتظرون الأوامر.
يُنسب إلى “قوة النمر” بعض أكبر الانتصارات التي حققها نظام الأسد في الحرب الدائرة منذ 11 عاماً، وكانت شاركت في حملة مدعومة من روسيا على آخر معقل للمعارضة، في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، انتهت في آذار عام 2020 باستيلاء النظام على طريق سريع حيوي بين شمال وجنوب سوريا، رغم أن المنطقة لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة.
يُذكر أنه في أواخر آذار 2022، نشرت قوة مدربة على أيدي الروس تُعرف باسم لواء “صيادو داعش”، إعلاناً يدعو الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و49 عاماً، إلى التقدم للفحص، وقالت إن من يجتازون الاختبار سيُستدعون في وقت لاحق.