كتب المحرر السياسي في IMLebanon:
الفارق بين رسالة البطريرك الماروني لمناسبة عيد الفصح وعظته في قداس العيد امام رئيس الجمهورية وبين حادثة الاعتداء العنفي لمناصري الثنائي الشيعي على محاولة إطلاق لائحة “معاً للتغيير” في الصرفند لم يتجاوز الساعات المعدودة.
رسالة من سيد بكركي مقابل اعتداء سافر من مناصري السلاح غير الشرعي رأت فيهما مصادر سياسية مسؤولة خياران واضحان على اللبنانيين أن يختارا بينهما ليس فقط في الانتخابات المقبلة إنما أيضاً في اعتماد أحدهما نهجاً سياسياً ووطنياً للبناء للمستقبل.
فاللبنانيون مدعوون بحسب المصادر أن يختاروا أن يكونوا إما جانب تدمير حرية التعبير وإلغاء الممارسة الديمقراطية والإجهاز على النظام البرلماني الديمقراطي في حال اقترعوا لمصلحة “حزب الله” وحلفائه في كل المناطق، وإما أن يكونوا إلى جانب لبنان والقضية اللبنانية والحريات العامة وهوية لبنان كما ناشدهم البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فيحسموا خيارهم بالتصويت ضد لوائح “حزب الله” وحلفائه في كل المناطق اللبنانية وفي طليعتهم “التيار الوطني الحر” وتيار “المردة” ومجموع سُنّة “حزب الله” كما باتوا يُعرفون.
إزاء هذه الخيارات التي باتت واضحة بالنسبة للجميع، توقفت المصادر المسؤولة عن إعلان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل تأييده لكلام البطريرك الماروني، واعتبرته قمة في الديماغوجية والدجل السياسي، لأنه لو كان باسيل صادقاً في تأييد كلام رأس الكنيسة المارونية لكان توجّب عليه فك تحالفه الانتخابي والسياسي مع “حزب الله” وحركة “أمل” وخوض الانتخابات النيابية بوجههما لأ أن يخوضها بالتحالف معهما وبإعلان ما يشبه المبايعة لـ”حزب الله” وإن أعلن نوعاً من التمايز عن “أمل”.
وتؤكد المصادر أن سيد بكركي إنما توجّه في العمق إلى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً ليقترعوا ضد حلفاء الحزب، وإلى جانب السياديين الذين يؤمنون بحصرية السلاح ومرجعية الدولة والجيش والذين قدّموا الشهداء في سبيل القضية اللبنانية، ما يعني حكماً الاقتراع ضد “التيار الوطني الحر” وتيار “المردة” حليفي السلاح غير الشرعي واللذين استدعى السيد حسن نصرالله رئيسيهما إلى إفطار على عجل لإعطائهما التعليمات السياسية والانتخابية، واللذين يسلمان أمرهما لنصرالله!
وتختم المصادر بأن المطلوب أن يحذر اللبنانيون من المصير الذي سيلقونه في حال فاز الثنائي وحلفاؤه بأكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة بحيث أن مشهد الصرفند الإلغائي سيتكرر في كل المناطق كما أن الخوف يكمن في أن تتعمم سياسة كواتم الصوت التي أودت بحياة الشهيد لقمان سليم، أو حتى في تكرار سيناريو انفجار مرفأ بيروت في أمكنة أخرى حيث سلطة الدولة وأجهزتها تكاد تكون شبه معدومة.
أمام هذا الواقع تختم المصادر بالتعويل على إرادة اللبنانيين بالحفاظ على حرياتهم ونظامهم الديمقراطية وعلى نمط عيشهم وطبيعة اقتصادهم الحر عوض الاستسلام أمام محاولات وضع اليد بالكامل على لبنان بعد العمل المنهجي على تدمير أسس نظامه سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً، وهذا ما سيكون محط أنظار العالمين العربي والغربي في 15 أيار المقبل.