جاء في “النهار”:
أضاء زملاء الصيدلانيّة المغدورة ليلى رزق شموعاً لراحة نفسها في أيّام القيامة، و أقاموا لها صلاة أمام صيدليّتها، حيث بقيت آثار دمائها شاهدة على هَول جريمة مروّعة، هزّت منطقة المروج المتنيّة مساء أمس الإثنين، وكشفت عن هشاشة الوضع الأمنيّ في لبنان.
لا صوت يعلو فوق أصوات الغضب المستنكرة لما جرى في المروج. وحدها دموع الزملاء تعبّر عن ألم لن يستكِن على رحيل زميلتهم في المهنة، على يد مجرم، نفّذ جريمته في وضح النهار، قبل أن تتكشّف ليلاً، بعد انقطاع الاتّصال بالمغدورة رزق لساعات.
وقفة غضب نفّذها صيادلة أمام صيدليّة رزق في المروج، بعدما خُتِمت بالشّمع الأحمر، عملاً بإشارة قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي بموجب محضر مخفر بتغرين الذي يحمل الرقم 101/302 بتاريخ 18 نيسان 2022.
وفي الوقفة، طالب الصيادلة بحلّ جذريّ للتفلّت الأمني والأخلاقيّ، وبإنزال العقاب القاسي والسّريع بحقّ منفّذ الجريمة. كذلك طالبوا وزير الداخلية بسام مولوي بـ”إقرار خطة أمنية، لأنّ أمن المواطن أصبح في خطر، والأمن الدوائي في خطر أيضاً، وهذه الأزمة تطال المناطق المختلفة، وتحتاج إلى حلّ جذريّ”.
وحول ملابسات الجريمة، قالت إحدى الصيادلة: “علمنا أنّ ابنة رزق كانت أوّل من عثر عليها، وذلك بعد انقطاع التواصل معها منذ السّاعة الثالثة والنصف ظهراً”، لافتةً إلى أنّ “المعلومات الأوّليّة تفيد بعدم وجود جريمة اغتصاب أو سرقة، إذ ما من شيء مفقود من الصيدلية، ولا أحد يعلم سبب الجريمة، بانتظار تقرير الطبيب الشرعي”.
وتابعت: “ما حصل خطير ومخيف، فالجريمة حصلت في وضح النهار. ونحن كصيادلة نطلب تضامن الشعب اللبناني والجمهورية، لأنّنا في مواجهة مع كلّ النّاس. فالوضع بات غير مقبول”، وناشدت “كلّ القوى والسياسيين والمرشّحين للانتخابات متابعة الملف”.
وعن الوضع الأمنيّ المحيط بالصيدليات، قالت: “الكهرباء مقطوعة، ولا كاميرات، وهذا ما يُشجّع على السّرقة، كذلك الوضع المالي لم يَعُد يسمح للصيدلي بتعيين مساعد له. لذا نطالب بالرقابة والحماية الذاتيّة من البلديات”.
إلى ذلك، أجمع عدد من الصيادلة على فكرة الأمن الذاتي، إذ طالب صيدلي آخر بـ”حماية ذاتية من البلديات، بسبب تعرّضنا يوميّاً لتهديدات من الناس ولخطر في صيدليّاتنا”.
إلى ذلك، أسف رئيس بلدية المروج لـ”الخسارة الكبيرة” بوفاة الصيدلانيّة ليلى رزق”، متوقّفاً عند الجو العام الذي سيطر على البلدة، فقال: “صحيح أنّ الناس دبّ في قلوبهم الخوف، ومن حقّهم التساؤل إن كان ما حدث نتيجة خلل أمنيّ أم خلل على المستوى الشخصيّ، وهذا مرهون بالتحقيق، وأتمنى الإسراع بالتحقيق بعد البلبلة التي حدثت”.
وعن تفاصيل الجريمة، أوضح أن “لا وجود لسرقة في الصيدليّة، ولم تُفقَد أدوية للإدمان وغيرها، ويوجد كاميرا خارجيّة لكنّها معطّلة، فالذي نفّذ الجريمة إمّا (هبيلة) أو ملمّ بحيثيات الصيدليّة بشكل مباشر”.
*** يمكنكم أيضا قراءة: إضراب للصيدليات حدادًا على ليلى رزق (صوَر)