جاء في “نداء الوطن”:
إستنجد ثنائي «أمل» و «حزب الله» بالقوى الأمنية لضبط أمن الضاحية بعد أن استفحل فيها الفلتان الأمني، وفتح لها الأبواب المغلقة للتخلص من هذه الظواهر الشاذة والعصابات التي عاثت فساداً في بيروت وضواحيها وأقلقت المواطنين وراحتهم.
ولأن أبناء البقاع سواسية مع أبناء الضاحية وهمومهم واحدة، ينشد الناس هنا الأمن الضائع والمتفلت على أعتاب عصابات السرقة والتشليح في ظل الانهيار الاقتصادي الحاصل، والعبث بأرزاقهم والخوف على أرواحهم من أن تسقط خلال الدفاع عن نفسها، ويطالبون دائماً بفتح الباب أمام الدولة لقض مضاجع العصابات والقضاء على كل من يحاول زعزعة الاستقرار، وهو ما أعلنه الثنائي بجناحيه «أمل» و»حزب الله» بأن لا غطاء فوق رأس أحد في البقاع الشمالي.
عشرات الخطط الأمنية نفذت من دون أن تصل الى هدفها في القضاء على عصابات السلب والخطف التي امتهنت عملها، وعمل بعضها على استدراج كثيرين من خارج المنطقة بقصد الخطف وطلب الفدية، ونجحت القوى الأمنية لا سيما شعبة المعلومات ومخابرات الجيش في تحرير العديد من هؤلاء من براثن تلك المجموعات التي بات من يترأسها معروفاً لدى الأجهزة الأمنية، ونجح الخاطفون حيناً في الوصول الى مبتغاهم وابتزاز أهالي الضحايا والحصول على مبالغ مالية.
وعلى أبواب الاستحقاق الانتخابي الذي دخل في شهره الأخير قبل إجرائه، وحيث تكثر البرامج الانتخابية والشعارات والوعود، يطالب البقاعيون أكثر من أي وقت مضى بالأمن والأمان، بعد تكرار حوادث الخطف والسلب وقطع الطرق، حيث بات كل مواطنٍ عرضةً ليكون ضحية هكذا أعمال، فيما لا يسلم الوافدون الى المنطقة من مغتربين وجنسيات غير لبنانية تضعها العصابات تحت المراقبة لتنفيذ العملية في مكانها وزمانها المناسبين، كان آخرها ما حصل على طريق عام بعلبك بيروت بالقرب من بلدة بريتال مع أسرة مسلسل «بطلوع الروح» الذي يتم تصويره في بعلبك منذ أيام عديدة وذلك خلال توجههم الى العاصمة.
وفي تفاصيل الحادثة التي وقعت يوم السبت 16 الجاري إعترض مسلحون مجهولون يستقلون سيارة من نوع شيروكي رباعية الدفع من دون لوحات على أوتوستراد رياق – بعلبك في محلة الطيبة، على مقربة من بلدة بريتال، طريق سيارة من نوع كيا، يستقلها فريق مسلسل «بطلوع الروح» الذي يتم تصوير احداثه في مدينة بعلبك ويضم ممثلين مصريين ولبنانيين وسوريين، واطلقوا النار باتجاه السيارة وصدموها وأجبروا سائقها على التوقف، ثم أقدموا على خطف المحاسب في شركة الصباح للإنتاج الفني والسينمائي صادق روللي، فيما تمكن غبريال رميا من الفرار ونقل إلى مخفر بلدة الطيبة للتحقيق.
وعلى الأثر بدأت عمليات البحث عن الخاطفين وهوياتهم، حيث قام الجيش اللبناني بعمليات دهم لحي الشراونة في بعلبك لضلوع أحد الافراد من عائلة جعفر بترؤس عصابة الخطف، كذلك دهمت القوة ثكنة غورو في المدينة والتي يقطنها مهجرون منذ الحرب، وذلك بعدما تبين نتيجة التحقيقات أن أفراداً قاموا بمراقبة فريق العمل لأكثر من ساعتين على بوابة الثكنة خلال التصوير في داخلها، وعندما تحركت السيارة مغادرةً المكان تتبعوا خط سيرها بعد أن تواصلوا مع أفراد العصابة الباقين، ونفذوا العملية على الأوتوستراد.
وقد تردّد أن القوى الأمنية باتت تعلم كامل هوية المجموعة الخاطفة، ولا تزال عمليات البحث والمداهمات جارية لاطلاق سراح المخطوف (المحاسب في شركة الصباح للإنتاج) وهو مصري كان يعمل في شركة الصباح في مصر وبعد إقفال مكتبها هناك انتقل للعمل معها في لبنان وهو يتولى مهمات تقنية وفنية وإعلامية غير المحاسبة وإدارة الإنتاج. وبحسب المعلومات المتداولة تتألف «العصابة التي قامت بعمليّة الخطف من 5 أفراد، أربعة لبنانيين يقودهم شخص من آل جعفر» ومعه ح. د، وآخر ملقب بـ «محمد روما»، وش. ي، وشخص من آل «الأشمر» من التابعية السورية وتمّ توقيفه.
جدير بالذكر أن شركة الصباح لم توقف تصوير المسلسل الذي يتناول موضوع الإرهاب ولا تزال عمليات التصوير جارية في بعلبك. وقد تم اختيار المنطقة ليس بسبب طبيعة المسلسل بل لأن الشركة تصور كل مسلسلاتها تقريبا في لبنان وتصوير هذا المسلسل ليس في بعلبك وحدها بل في أماكن أخرى من لبنان ومن بينها بيروت. وهو كان مقررا أن يعرض في الجزء الثاني من شهر رمضان وعندما حصلت عملية الخطف لم يكن قد بدأ عرضه بعد.
هذا ويشارك في مسلسل «بطلوع الروح» مجموعة من الفنانين المصريين: منة شلبي وإلهام شاهين وأحمد السعدني ومحمد حاتم، ومن تأليف محمد هشام عبية وإخراج كاملة أبو ذكري، وسيُعرض يومياً على قناة «MBC مصر»، الساعة 9:00 مساءً، ويُعاد على «MBC مصر2» الساعة 11:00 مساءً.
جدير بالذكر أيضا أن أحد أعضاء العصابة التي تولت عملية الخطف برز اسمه في عملية خطف أخرى وأن الملقب محمد روما الذي قامت قوة من الجيش بمداهمة منزله أو أحد الأمكان التي يشتبه بوجوده فيها قد أرسل تهديداً مباشراً إلى مسؤول مخابرات الجيش في المنطقة.