Site icon IMLebanon

بوتين يعلن السيطرة على ماريوبول

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 21 نيسان 2022، إن سيطرة قواته على مدينة ماريوبول الأوكرانية الاستراتيجية تمت بنجاح، في حين أمر القوات الروسية بإلغاء اقتحام منطقتها الصناعية.

كما أوضح بوتين أن روسيا “تضمن عدم التعرض والتعامل باحترام مع القوات الأوكرانية التي تغادر منشأة آزوفستال”، مؤكداً أنه لا يريد اقتحام المصنع، بل يتم استمرار حصاره فقط بشكل آمن بدلاً من ذلك.

وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الرئيس فلاديمير بوتين بسيطرة قواته على ماريوبول، مشيراً إلى أنه ما زال هناك مقاتلون أوكرانيون في مصنع آزوفستال بماريوبول، فيما استسلم 1478 بالفعل”.

فيما اعتبر وزير الدفاع الروسي أن الوضع في مدينة ماريوبول هادئ، ويسمح بعودة المدنيين.

تعتبر مصانع أزوف ستال للحديد والصلب، التي أنشأها الاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الماضي، وأعيد بناؤها بعد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، واحدة من أكبر مصانع التعدين في أوروبا.

وقد أصبحت المنطقة معقلاً رسمياً للقوات الأوكرانية المحاصرة منذ 7 أسابيع خلال غزو روسيا لأوكرانيا.

في شرق الميناء الجنوبي الذي استهدفه القصف الروسي لأسابيع، تقع المنشأة الضخمة في منطقة صناعية تطل على بحر آزوف، وتغطي أكثر من 11 كيلومتراً مربعاً.

يحتوي الصرح على عدد لا يُحصى من المباني المقاومة للانفجارات ومسارات السكك الحديدية والأقبية والأنفاق تحت الأرضية، وفقاً لصحيفة The Guardian.

ويوضح المحلل العسكري المقيم في العاصمة الأوكرانية كييف، أوليه زادنوف، أن مصنع أزوف ستال عبارة عن مساحة هائلة بها العديد من المباني، لدرجة أن الروس لا يمكنهم العثور على القوات الأوكرانية فيه.

في زمن السلم، كانت مصانع أزوف ستال للحديد والصلب تضخ 4 ملايين طن من الفولاذ سنوياً، و3.5 مليون طن من المعدن، و1.2 مليون طن من الفولاذ المجلفن. وهو مملوك لشركة Metinvest، المجموعة التي يسيطر عليها رينات أحمدوف، الملياردير وأغنى رجل في أوكرانيا.

فيما وصف مراقبون للمشهد في أوكرانيا المنشأة بأنها “حصن منيع” و”القلعة” التي تستعصي على القصف الروسي وحتى أي ضربات نووية محتملة”، وفقاً للصحيفة البريطانية.

يأتي ذلك في الوقت الذي يحتمي في المصنع وأنفاقه الممتدة تحت الأرض ما يناهز 1000 مدني، أغلبهم من النساء والأطفال.

ومنذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، في 24 شباط الماضي، فرضت البحرية الروسية حصاراً على ميناء ماريوبول الاستراتيجي، المطل على بحر آزوف، المتفرع من البحر الأسود، والذي تصدر منه أوكرانيا كثيراً من المحاصيل الزراعية ومنتجات التعدين في منطقة دونباس الأوكرانية.

وعقب ذلك، انتقلت روسيا من حصار المدينة براً وقصفها في الأيام الأولى إلى السيطرة على محيطها، وأطلقت لاحقاً عمليات عسكرية باتجاهها من محورين، الأول من شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا بالقوة في عام 2014، والثاني من إقليم دونيتسك الانفصالي.

فيما تتهم السلطات الأوكرانية وبعض المنظمات الحقوقية روسيا بارتكاب جرائم حرب في ماريوبول، وتتواصل التحقيقات حول قصف مسرح المدينة، في 16 آذار الماضي، الذي لجأ إليه كثير من المدنيين، وقُتلوا نتيجة قصف تُنكر روسيا مسؤوليتها عنه.

بينما رفضت روسيا نداءات ووساطات من عدة دول لوقف القصف وتأمين خروج المدنيين والمسلحين من المدينة.